تفاصيل الحلقة
الحلقة الثانية: الإنسان مخلوق ذو أبعاد

إعداد وتقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: هبة قاسم الضيفة: د. مواهب الخطيب/ تدريسية في كلية العلوم الإسلامية في جامعة كربلاء يرى القرآن الكريم أن الإنسان كائنٌ متعدد الأبعاد، يجمع بين الروح والنفس والجسد، كما في قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} ومن هذا المنطلق، فإن للإنسان قدرة فريدة على اكتساب المعرفة وتفعيل مداركه العقلية وحواسه لتحقيق المنفعة والارتقاء. ولكي يصل الإنسان إلى كماله العقلي والسلوكي، لا بد أن يخطو خطوات منهجية، تبدأ بتهيئة النفس وتزكيتها، ثم تنمية العقل عبر التعلم والتأمل، واستثمار ما منحه الله من قدرات عقلية فائقة، فقد ميز الله البشر على سائر المخلوقات بمنحهم قدرات تفكيرية متقدمة، تمكنهم من فهم الرموز الثقافية واستخدامها بطرق إبداعية معقدة، مما يجعلهم قادرين على تطوير أنفسهم والمجتمع من حولهم. ومن أهم الوسائل لتحقيق هذا التميز هو استثمار المهارات التفكيرية التي زود الله بها الإنسان، والتي تجلت بوضوح في قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. فالتفكير المنظم، والفهم العميق، والتوظيف الحكيم للمعارف هي أساس الارتقاء الإنساني، وهي النعمة التي يجب على الإنسان شكرها واستخدامها في طاعة الله وخدمة البشرية. وهكذا، فإن طريق الكمال يبدأ بوعي الإنسان بقدراته، ثم السعي الجاد لتنميتها، واستغلالها في الخير والمعرفة، تحقيقًا للغاية التي خُلق من أجلها.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.