إعداد: عهود العارضي تقديم: سارة الإبراهيمي، سارة عامر المونتاج الإذاعي: خديجة الموسوي من الصفات الفطرية لجميع الكائنات الحيّة التي تتكاثر بالتناسل، أنها تبذل كل ما أوتيت من طاقة للحفاظ على ذريتها بمختلف الوسائل. وهذا سلوك محمودٌ جدًا، بل يُعدّ من الواجبات التكليفية التي تقع على عاتق الوالدين. لكن هذا السلوك، عندما يتجاوز حدَّه الطبيعي، ويخرج عن إطار المألوف، يُفضي إلى نتائج عكسيّة تمامًا، وينقلنا من مفهوم "التربية" إلى "اللا تربية". فالحقيقة أن وراء هذا التصرف المُفرِط في الرعاية، تكمن عاطفةٌ جياشة ومحبة مفرطة تجاه الطفل، إلا أنها – من حيث لا يُقصد – تضرّ به أكثر مما تنفعه؛ إذ تجعل الطفل ينشأ طفيليًا، اتكاليًا، غير قادر على الاعتماد على نفسه، ولا ميّالًا إلى الاستقلال، ولا راغبًا بتحمّل المسؤولية. والأخطر من ذلك، أن هذه الآفة لا تتوقف عند مرحلة الطفولة، بل تستمر في مراحل لاحقة من عمره: في شبابه، وفي زواجه، بل وقد تُؤثر أيضًا على طريقة تعامله مع ذريّته لاحقًا.