إعداد: فاطمة نجاح تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: نور حسن في سجلّ العظمة والوفاء، يُسطَّر اسمٌ لا تغيب ذكراه عن ذاكرة الإنسانية، رجلٌ صنع مجدًا للأجيال، وأرسى للتضحية معنى خالدًا. إنه أسدُ الله، وأسدُ رسوله، وسيدُ الشهداء: حمزة بن عبد المطلب، عمُّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وناصر دعوته، وباذل دمه في سبيل إرساء دعائم الإسلام. كان وجود حمزة (عليه السلام) في معسكر النبي (صلى الله عليه وآله) في بدر وأُحد رعبًا يزلزل قلوب الكفار، وصدىً يُضعف من كبريائهم. فبأسُه جعل المشركين يرتعدون، وبطولاته أقضّت مضاجعهم، حتى اضطُرَّت هند بنت عتبة – أمُّ معاوية وآكلةُ الأكباد – إلى إرسال وحشي لاغتياله في معركة أُحد. وما زاد من غليلها إلا تمثيلُها بجسده الشريف؛ إذ شقّت بطنه، وأخرجت كبده، في مشهدٍ وحشيٍّ يندى له جبينُ الإنسانية. كان حمزة (عليه السلام) ذا مكانة مرموقة بين أبناء قريش، وقد عُرف بشجاعته وهيبته قبل الإسلام، فلما اعتنقه، تحوّلت بسالته إلى سيفٍ مشرّعٍ في وجه أعداء الدين، وإلى ركيزة من ركائز النصر والثبات في وجه التحديات.