إعــداد: سارة عامر تقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: سلمى العلي الضيفة: رقية هاشم/ مرشدة تربوية وأسرية إنّ دلالة الطفل على الله تعالى، خالق العالم والوجود، تُعدّ من أهم وأخطر مسؤوليات الوالدين، فهي أساس في بناء شخصية متوازنة مطمئنة، تنشأ على الإيمان واليقين، وقد أشار الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) إلى هذه المهمة بقوله: "وإنك مسؤولٌ عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة على ربه". غرس الإيمان بالله في قلب الطفل يزيل عنه الخوف والقلق، ويمنحه السكينة والطمأنينة التي لا تتحقق إلا بذكر الله، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. فإذا اعتاد الطفل على الذكر، وأدرك أن الله هو ملاذه وملجأه، نشأ قلبه قويًا، وروحه ثابتة، لا تزعزعها تقلبات الحياة. تبدأ هذه التربية منذ السنوات الأولى، حيث يكون التأثير أعمق وأدوم، ويُعزَّز ذلك بالحب، والقدوة، والممارسة اليومية. فالعبادة لا تُفرض فرضًا، بل تُحبّب إلى الطفل بلُغة تناسب مرحلته، فتُصبح لديه مصدرًا للراحة، لا عبئًا أو واجبًا ثقيلًا. وفي هذا الزمن المزدحم بالمغريات والتحديات، تبقى القدوة العملية للوالدين هي الوسيلة الأقوى لترسيخ العلاقة مع الله. فحين يرى الطفل والديه يذكران الله، ويستشعران حضوره في كل تفاصيل حياتهما، تنعكس هذه الروح عليه، وتنمو معه. هكذا تُبنى العلاقة العميقة بالله، لا على الطقوس وحدها، بل على الحب، والثقة، والتقوى، لتثمر إنسانًا مؤمنًا، واثقًا، محصّنًا من الداخل، وفاعلًا بالخير في مجتمعه.