إعداد: سوسن عبد الله تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: منار علي الضيفة: مائدة الدوركي في هذه الحلقة تناولنا موضوعًا جوهريًا يمسّ الأخلاق والضمير، ألا وهو الصدق والكذب، باعتبارهما من القيم الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات وتُبنى بها الثقة بين الأفراد. فالصدق هو مطابقة القول للواقع، وهو عنوان الطهر والنقاء، أما الكذب فهو مخالفة الحقيقة بقصد الخداع والتضليل، وهو مدخلٌ إلى الفساد الأخلاقي والانهيار الاجتماعي. لقد شدّد الإسلام على الصدق باعتباره من صفات النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجعل منه خُلقًا ملازمًا للمؤمن الحق، وأكّدت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على فضله، ورفعت مقام الصادقين، في حين توعّدت الكاذبين بعواقب دنيوية وأخروية وخيمة. فالصدق لا يقتصر على الكلمات، بل يمتد إلى الأفعال والنوايا، ويمنح صاحبه محبة الناس ورضا الله، بينما يقود الكذب إلى فقدان المصداقية، وكثرة المشكلات، والخوف الدائم من انكشاف الحقيقة. ومن خلال أمثلة واقعية من الحياة اليومية، سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع، أدركنا كيف يمكن للصدق أن يفتح الأبواب المغلقة، وأن يحمي صاحبه حتى في أصعب المواقف، في حين يوقع الكذب صاحبه في الحرج والخسارة. وفي ختام هذه الحلقة، نوجّه دعوة مخلصة إلى كل مستمعينا الأعزاء: تحلّوا بالصدق في أقوالكم وأفعالكم، وكونوا صادقين مع أنفسكم ومع الآخرين، فبالصدق تُبنى القلوب وتصفو الأرواح، وتُنال بركة الحياة ولو كلف الأمر الكثير.