إعداد وإخراج: نور حسن تقديم: هند الفتلاوي الضيفة: سبأ وعد الله/ استاذة حوزوية وباحثة اسلامية في هذه الحلقة من برنامج "فاستعذ بالله"، فتحنا صفحة جديدة من الصحيفة السجادية، لنرتوي من معين كلمات الإمام السجاد زين العابدين (عليه السلام)، وتوقفنا عند دعائه الشريف: "اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص..."، حيث نادى الإمام (عليه السلام) ربه بتضرّع، مستعيذًا من نارٍ داخلية قد تحرق كرامة الإنسان دون أن يشعر. سلّطنا الضوء في هذه الحلقة على معنى "الحرص" في بُعده السلبي، باعتباره شهوةً لا تشبع، ودافعًا لا يهدأ، يجرّ الإنسان إلى التعلّق المَرَضي بالدنيا، والسعي الجشع وراء المال والمناصب والمتاع، ولو على حساب القيم والضمير. ناقشنا لماذا استعاذ الإمام من هذا الحرص؟ وما الفرق بينه وبين ما يمكن أن نسميه بـ "الحرص الإيجابي"، كالإصرار على تحقيق الأهداف النبيلة، أو الاجتهاد في تحصيل العلم والعمل، فالفرق بينهما دقيق، يكمن في النية والغاية والمآل. تحدثنا أيضًا عن منشأ هذه الخصلة، حيث ينبع الحرص السلبي من الخوف، والجهل، وضعف التوكل على الله، ليصبح بابًا من أبواب الطمع والذل، يقود إلى الحزن المزمن والقلق المستمر. أما في ختام الحلقة، فكان النور هاديًا حين استعرضنا سبل العلاج كما وردت في روايات المعصومين (عليهم السلام)، والتي تؤكد على تقوية الإيمان، وتذكّر فناء الدنيا، والتدرّب على الزهد، وترويض النفس على القناعة والرضا بما قسم الله.