تفاصيل الحلقة

الحلقة السابعة: الجوانب الإعلامية في القصة القرآنية (سورة الشعراء أنموذجًا)

17 ذو القعدة 1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد: دعاء عبد الله تقديم: آيات الخطيب الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: الأستاذة نور فاضل الجبوري في هذه المعالجة العميقة، تأملنا سورة الشعراء بوصفها أنموذجًا حيًّا للجوانب الإعلامية في الخطاب القرآني، حيث تجلت فيها عظمة الكلمة الإلهية كأداة هداية، وميدان مواجهة ضد الإعلام الجاهلي الذي كان يوظف الشعر والخطابة في تزوير الحقائق وخدمة العصبيات القبلية. وقد أبان القرآن، في هذه السورة، عن قدرته على مجابهة التزييف بالصدق، والتهريج بالمنطق، والتغرير بالحق المبين، فكان النص القرآني إعلامًا ربانيًا لا يهادن الباطل ولا يسكت عن الانحراف. وقد وقفنا عند ملامح هذا التصدي الإلهي للإعلام الجاهلي، من خلال ذم الشعراء الذين جعلوا من الكلمة وسيلة للغواية، لا للهداية، كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}، وهو ذم موجّه لا لكل شاعر، بل لأولئك الذين انفصلوا عن القيم وتاجروا بالكلمة. أما الشعراء المؤمنون الصادقون، فقد منحهم القرآن مكانة سامية، لأنهم حوّلوا الكلمة إلى سلاح ضد الظلم، ومنبر للدعوة، ووسيلة لبناء وعي الأمة. وتجلت في سورة الشعراء بلاغة سامقة، وبنية خطابية متماسكة، استخدمت القصة القرآنية لا كحكاية للتسلية، بل كأداة تربوية وإعلامية تهدف إلى صناعة الوعي، وترسيخ القيم، وإعادة تشكيل العقل الجمعي للأمة على أسس من الحق والعدل والإيمان. وهكذا، لم يكن القرآن في سرده محايدًا، بل كان فاعلًا وموجّهًا، يقود الكلمة إلى حيث تبني، وتنهض، وتحرر العقل من سطوة التضليل.