تفاصيل الحلقة
الحلقة الثامنة: بعض أنواع البكاء تمثل خطًا رساليًا دينيًا يواجه الظلم

إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: سلمى العلي سنتحدث في هذه الحلقة عن نوع من البكاء الرسالي، الذي يمثل خطًا في مواجهة الطواغيت والحكام المستبدين، ممن يسعون لطمس الهوية الإسلامية. فهذا النوع من البكاء يتجاوز المعنى العاطفي للمصيبة، ويتحول إلى شعلة تستنهض الأمة، وتؤكد وجوب الوقوف بوجه من يسعى لطمس معالمها. ولهذا كان بكاء الزهراء (عليها السلام) على أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد استشهاده بكاءً رساليًا يخدم مبادئ الإسلام، وكان الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامها لإعلان الحق ورفض الباطل. فقد أدرك الخصوم تلك المعاني العميقة التي يختزنها هذا البكاء، والذي تزامن مع أحداث جسام عاشتها (عليها السلام)، من غصب الخلافة، وغصب الإرث، وكشف بيتها الطاهر، والاستخفاف بحرمة الدين وأهله، وضياع الحقوق. فأثار بكاؤها المتواصل حفيظة المعترضين، الذين خشوا أن يذكّر وجودها الدائم قرب قبر أبيها المسلمين بما جرى عليها على أيدي حفنة من القوم، الذين لم يُنقذوا من شفا حفرة من النار إلا بجهود أبيها ورسالته. ولهذا منعوها صلوات الله عليها من البكاء على قبره، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ببناء "بيت الأحزان" لها، لتذهب إليه وترثي أباها بدموعها الحارّة، في صمت عميق له دلالاته العقائدية.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.