إعداد: فاطمة نجاح تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: نور حسن في كل موقفٍ من حياته الشريفة، أضاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ببطولته وشجاعته الفائقة مشهدًا خالدًا من الثبات والعزم، مجسِّدًا رمزية القائد الذي لا يخشى في الله لومة لائم، ولا تأخذه رهبة الطغاة أو جبروتهم. لقد كانت أولى دلائل شجاعته (عليه السلام)، وهو في ريعان الطفولة، عندما وقف أمام جبروت السقيفة واغتصاب حقِّ أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام). وعندما نُفي الصحابيُّ الجليل أبو ذرٍّ الغفاري، كان الإمام الحسن (عليه السلام) في طليعة المودِّعين، غير آبهٍ بتهديدات مروان بن الحكم، الذي حاول منعه قائلاً: "ألا تعلم أن الخليفة قد نهى عن وداع أبي ذرٍّ؟"، فأجاب الإمام الحسن (عليه السلام) بصمود الكلمات البليغة: "يا عمّاه، اصبر حتى تلقى نبيَّك وهو عنك راضٍ." كلماتٌ جسَّدت روح الإباء التي لا تهاب جور الحاكم، ولا تغفل عن نصرة المظلوم. وفي ميادين القتال، كان الإمام الحسن (عليه السلام) أيقونةَ الشجاعة؛ فقد رافق أباه أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقائع الجمل وصفِّين والنهروان، حيث أثبت أنه ليس فقط ابنًا بارًّا، بل قائدٌ مقدام.