إعداد: عهود العارضي تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: هبة قاسم إنّ حضور أيّ شيءٍ في ذهن الإنسان وتذكّره له، إنما ينطلق من أحد ثلاثة أسباب: أولها: وجود حبٍّ وانشدادٍ نفسيٍّ نحو ذلك الشيء، يجعله دائم الحضور في البال. وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "مَن أحبَّ شيئًا لهِجَ بذِكره". والثاني: شعور الإنسان بالحاجة إلى شيءٍ ما، فيكون ذلك دافعًا لهيمنة هذا الشيء على فكره، كما في الحاجة إلى الأكل أو الشرب. أما السبب الثالث: فهو القلق أو الخوف من أمرٍ ما، فينشغل ذهن الإنسان به. ومن طبيعة علاقة الإنسان بربّه عزّ وجلّ، أن تفرض عليه أن يكون دائم الذكر لله تعالى، لأن الذات الإلهية تجمع الأسباب الثلاثة جميعًا: فكل ما لدى الإنسان من نِعَم، إنما هو من الله تعالى، فهو محتاج إليه على الدوام، ومهما امتلك الإنسان من قدرة وإمكانات، فهي ليست ذاتية، بدليل أنه لا يستطيع الحفاظ عليها بنفسه، وهو – سبحانه – جبّار السماوات والأرض، وهذا يبعث الخوف والرهبة في قلب العبد. وحين يدرك الإنسان قدرة الله تعالى عليه، وعلى الكون كله، يشعر بعظمة الله سبحانه، فيملأ ذكره تعالى شعوره وأحاسيسه، وتلك مرتبةٌ سامية من مراتب العبودية، وهي معرفة مقام الله تعالى.