تفاصيل الحلقة

الحلقة التاسعة: البكاء جهاد ناجع ووسيلة في تحطيم زيف الإعلام الغاشم

1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: سلمى العلي إن استخدام الصالحين لوسيلة البكاء نوعًا من الجهاد، ووسيلة لبيان زيف الإعلام الغاشم في أي مجتمع، يوضح لنا حجم الإرهاب والقمع والتنكيل الذي يسود ذلك المجتمع. ومن المؤكد أن استخدام هذه التقنية يحتاج إلى مقومات نجاح، فهي لا تصدر عن أناس اعتياديين مغمورين في المجتمع، بل لا بد أن يصدر البكاء من شخصية لها ثقلها الديني والاجتماعي في ذلك المجتمع، حيث تُعد تصرفات هذه الشخصية المتميزة سلوكًا مجتمعيًا مؤثرًا له صداه الكبير بين الناس. وفي الوقت نفسه، فإن بكاء هذه الشخصية بدموع حارة وهادئة يضمن لها، ولمن يؤمن بمظلوميتها وصحة عقيدتها، السلامة من بطش الطغاة؛ إذ لا تبالي السلطة القمعية بهذه الدموع، التي ربما تعدّها مجرد تنفيس عن ألم المضطهدين. لكنها، في حقيقة الأمر، تمثل أساسًا قويًا للتعبير عن مظلومية هذا القيادي، وتعمل على تصحيح السرد التاريخي المجحف الذي لحق به. وقد نجح الإمام السجاد (عليه السلام) في إرساء قيم عاشوراء وبيان مشروعيتها من خلال بكائه المتواصل لمدة تزيد على خمسة وثلاثين عامًا من عمره الشريف. ومن المعروف أنه ما وُضع له ماء أو طعام، إلا وقام بالبكاء على أبيه وسيده وإمامه الحسين بن علي (عليهما السلام).