إعداد: فاطمة نجاح تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: نور حسن في يوم الطف، ذلك اليوم المشهود في تاريخ الإنسانية، أصبح العباس (عليه السلام) رمزًا للبسالة النادرة، إذ برز أمام جيش يزيد الذي ملأ السهول والبيداء، فلم يرُع الشجعان فحسب، بل زلزل الأرض تحت أقدام الجيش بأسره. يروي المؤرخون أن الأعداء كانوا يخافون من نظرة عينيه قبل أن يلمسهم سيفه، وكانت صيحاته في الميدان تقذف الرعب في القلوب. لقد أبى أبو الفضل أن يقايض الحق بأي مكاسب مادية، وكان يقاتل دفاعًا عن دين الله، وعن نهضة أخيه سيد الشهداء (عليه السلام)، تلك النهضة التي أقامت الحجة على الظالمين، ودافعت عن حقوق المظلومين. كانت الشجاعة عنوانًا يتوّج شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ونبراسًا يضيء درب البطولة في كل ميادين المواجهة. لقد ورث هذه السجية العظيمة من أبيه، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي كان الشجاع الأعظم في دنيا الوجود.