إعداد: سوسن عبد الله تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: منار علي الضيفة: مائدة الدوركي سلّطت الحلقة التاسعة الضوء على مفهومين متضادين يشكّلان أساسًا في العلاقات الإنسانية وبناء المجتمعات، وهما: التعصّب والتسامح. فالتعصّب هو تمسّك مفرط، غير عقلاني، بفكرة أو مذهب أو جماعة، يرافقه غالبًا رفض للآخر المختلف، وقد يُفضي إلى الكراهية والتمييز والعنف. وهو سبب رئيس في انعدام الحوار، وتفكك الروابط الاجتماعية، وانتشار الجمود الفكري. أما التسامح، فهو قيمة رفيعة تعبّر عن احترام الاختلاف، والتعامل مع الآخرين بروح من التفاهم والاحترام، مع الثبات على المبادئ دون تنازل عنها. وهو خلق ينمّ عن رقيّ في السلوك، ووعي ناضج، وثقة بالنفس، ويُسهم في إشاعة المحبة والسلام، وتعزيز التعايش المشترك. وقد جسّد الإسلام هذه القيمة في أبهى صورها، فجعل التسامح خُلقًا أصيلًا من أخلاق المؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34]، وقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء." وخَلُصت الحلقة إلى أن التسامح لا يُضعف المبادئ، بل يُرسّخها بأسلوب راقٍ، في حين أنّ التعصّب لا يصون الهويّة، بل يُضعفها ويشوّهها. وبين قسوة التعصّب ورحمة التسامح، لا ريب أن التسامح هو الطريق الأقرب إلى الله، وإلى قلوب الناس.