إعداد وتقديم: الدكتورة إيمان الموسوي إخراج: هبة قاسم الضيفة: الدكتورة هناء عبد النبي العبادي/ مسؤولة وحدة الإرشاد التربوي في جامعة البصرة في كلِّ عامٍ، يُجسِّدُ عيدُ الغدير اخضرارَ الوعدِ الإلهي، وتجدُّدَ العهدِ بالمحبةِ والولاءِ في قلوبِ المؤمنين. فهو ليس مجرّدَ ذكرى تاريخيةٍ، بل حقيقةٌ حيّةٌ تسري في ضميرِ الأمّة، وتتجدّدُ عبر الأجيال،فكما احتفلَ الرسولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) والأصحابُ في ذلكَ اليومِ التاريخي، تُضيءُ قلوبُنا اليومَ بنورِ تلكَ الواقعة، ليكونَ العيدُ جسراً بين الماضي العريقِ والحاضرِ الواعي. أمّا حولَ الشبهاتِ المتداولةِ حولَ تاريخِ بدءِ الاحتفال، فإنّ الرواياتِ الموثوقةَ تُؤكِّدُ أنَّ الشيعةَ – امتداداً لخطِّ أهلِ البيت (عليهم السلام) – حافظوا على هذهِ الشعيرةِ منذُ العامِ العاشرِ للهجرة، بل جعلوا منها منارةً تُذكِّرُ بالأمانةِ الكبرى ومسؤوليةِ الاتباع. فالاحتفالُ ليس عادةً مُستحدَثة، بل هو استمرارٌ لنهجٍ رساليّ، وارتباطٌ وثيقٌ بوصيةِ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) التي لا تنفصلُ عن صميمِ الرسالة. وهكذا، يصبحُ عيدُ الغديرِ في كلِّ بيتٍ مدرسةً تُعلِّمُ الأبناءَ معنى الوفاءِ للحق، وتربطُ قلوبَ العائلةِ برباطٍ أسمى من رباطِ الدم، وهو رباطُ الإيمانِ والولاية، فالمحبةُ هنا ليست شعاراً، بل التزامٌ، والولاءُ ليس كلماتٍ، بل مسارُ حياة.