إعداد وتقديم: سوسن عبد الله إخراج: زينب عدنان الضيفة: د. مريم الياسري الحوار الأسري هو أساس العلاقة المتينة بين الآباء والأبناء، وهو الجسر الذي يعبر من خلاله الطرفان إلى عالم التفاهم والمحبة. عندما يكون الحوار مبنياً على الاحترام المتبادل والهدوء، بعيداً عن الصراخ والتعالي، فإنه يصبح أداة فعّالة لاحتواء الأبناء وفهم مشاعرهم وأفكارهم. إن الحوار الهادئ الذي يتسم بالإنصات الجيد وتقبل الآراء المختلفة، حتى وإن كانت غير مكتملة، يخلق جواً من الثقة والأمان داخل الأسرة، هذا النوع من الحوار يجعل الأبناء أكثر استعداداً للإفصاح عن أفكارهم ومشاعرهم بصراحة وشفافية، مما يسهل الوصول إلى نقاط التوافق أو التقارب في وجهات النظر. الأهم من ذلك أن الأبناء الذين يعيشون في بيئة تحترم الحوار وتقدّره، سيكبرون وهم يحملون هذه القيم السامية إلى مجتمعهم. سيتعلمون كيف يحترمون آراء الآخرين، وكيف يعبرون عن أفكارهم بثقة واحترام، بهذه الطريقة، نضمن بناء جيل واعٍ ومتوازن، قادر على مواجهة التحديات الفكرية والعاطفية التي يطرحها العصر الحديث. لذلك فإن الالتزام بآداب الحوار وفنونه داخل الأسرة ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لبناء مجتمع سليم، تسوده قيم المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل. فالحوار البناء هو الضمانة الحقيقية لأسرة متماسكة، ومجتمع متآلف.