تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: الحسين (عليه السلام) يخطب في أصحابه ويأذن لهم بالتفرّق عنه

1447
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: هند الفتلاوي وسارة الإبراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن رُوي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: "جمع الحسين (عليه السلام) أصحابه بعدما رجع عمر بن سعد، وذلك عند قُرب المساء. قال: فدنوتُ منه لأسمع، وأنا مريض، فسمعتُ أبي وهو يقول لأصحابه: .... أما بعد، فإنّي لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبرَّ ولا أوصلَ من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعًا خيرًا، ألا وإنّي أظنُّ يومَنا من هؤلاء الأعداء غدًا، ألا وإنّي قد أذِنتُ لكم، فانطلقوا جميعًا في حلّ، ليس عليكم منّي حرجٌ ولا ذِمام. هذا الليلُ قد غشيكم، فاتّخذوه جملًا، وليأخذ كلُّ رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم، حتى يُفرّج الله، فإنّ القومَ إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لهَوَوا عن طلب غيري". إذا ما تتبّعنا الدوافع التي أدّت بأنصار الحسين (عليه السلام) إلى الوقوف إلى جانبه، ونُصرته حتى آخر لحظة في حياتهم، وجدناها دوافعَ انبثقت من الشعور بالمسؤولية الشرعية، التي كانت تأخذ بأعناقهم، وتُلزمهم بالتضحية معه مهما كلّفهم الأمر. لقد أفصحت مواقفهم في تلك الليلة عن نياتهم الصادقة النبيلة، وعن طهارة نفوسهم، فارتقوا بذلك إلى أرقى مراتب الكمالات النفسية، إذ لم تختلط أهدافهم بأي نوع من الأهداف الشخصية أو المصالح المادية، أو المطامع الدنيوية، أو حبّ الجاه والشهرة.