إعداد: سوسن عبد الله تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: هبة قاسم انطلقت الحلقة الأولى من برنامج (قيم خالدة) من قوله تعالى: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، فالظلم مرفوضٌ، مهما كان مصدره، وأيًّا كان المُستهدَف به، سواء أكان فردًا أم جماعة أم مجتمعًا بأكمله؛ ولأن السكوت عن الظالم لا يجوز، بل ينبغي النهي عنه وردعه، فإن خطر الظلم يشتدّ إذا صدر من الحاكم، إذ يكون ضرره أوسع وأشدّ أثرًا. حين رأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن اللعين يزيد بن معاوية قد أوغل في ممارسة الظلم، وأحيا البدع، وأمات السنّة، أعلن نهضته المباركة ضد الحكم الجائر. لقد أدرك (عليه السلام) أن الحكم القائم في زمانه لا يمكن إصلاحه بالوسائل السلمية، وأن الدين بات في خطر، وأن الواجب الشرعي يحتّم عليه إعلان الثورة على الحكم الأموي، وإن كان الثمن باهظًا. ولم يتردد الإمام الحسين (عليه السلام) في اتخاذ قرار الشهادة وإعلان النهضة، لأن الحفاظ على الدين، وفضح دعاوى الظالمين، والثبات على القيم والمبادئ، أهمُّ من الحياة في ظلّ الظلم والاستبداد والذلّ. وهو القائل: "لا والله، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أُقرُّ إقرار العبيد".