تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: أساس التبرّي من أعداء أهل البيت (عليهم السلام)

1447
مشاركة الحلقة
image

إعداد: عهود العارضي تقديم: آيات حسون المونتاج الإذاعي: رسل باسم تحدّث الإمام الباقر (عليه السلام) عن مفهوم التبرّي، وبيّن أبعاده العميقة، مؤكدًا أن الظلم لم يبدأ في كربلاء، بل وُضع على أسس وقواعد أُرسيت منذ زمن بعيد. فهذا الظلم ليس حكرًا على من واجه الإمام الحسين (عليه السلام) في معركة الطف، بل يشمل أيضًا أولئك الذين أسّسوا له، ومن تبعهم على ذات النهج عبر الأزمان. لذلك، فإن التفاعل مع قضية سيد الشهداء (عليه السلام) لا يكتمل دون فهم اللحظة التاريخية التي وقعت فيها وربطها بسياقات أوسع تمتدّ إلى الأجيال اللاحقة. إنّ شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله) لم يُضطهدوا لأسباب شخصية، بل لثباتهم على موالاة أهل البيت (عليهم السلام). وقد أدى هذا العداء المستمر إلى اضطهادهم وقتلهم عبر التاريخ. فحتى من لم يستطع إيذاء الإمام مباشرة، كان ينتقم من شيعته، كما تُظهر ذلك العديد من الحالات. ويؤكد هذا المعنى الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله: "شِيعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا". ولمّا سُئل: كيف ذلك؟ أجاب (عليه السلام): "لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلَى مَا نَعْلَمُ، وَشِيعَتُنَا يَصْبِرُونَ عَلَى مَا لَا يَعْلَمُونَ". هذا القول يُظهِر مدى تقدير الأئمة (عليهم السلام) لصبر شيعتهم ورفعة مقامهم. فعلى الرغم من أن الأئمة هم مثالٌ أعلى في الصبر، إلا أن الإمام أراد هنا أن يُبرِز كرامة شيعتهم الذين يواجهون البلاء بثبات، مع أنهم قد لا يدركون تمامًا الحكمة الكامنة وراءه.