تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: الحسين (عليه السلام) يأذن للحضرمي بالانصراف لفكاك ولده

1447
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: هند الفتلاوي وسارة الإبراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن يذكر الرواة في أحداث تلك الليلة أنه قيلَ لمحمّد بن بشر الحضرمي في تلك الحال: "قد أُسِرَ ابنُك في ثغر الري"، فقال: "عند الله أحتسبه ونفسي، ما كنت أحب أن يُؤسر وأبقى بعده"، فسمِع الإمام الحسين (عليه السلام) قولَه، فقال: "رَحِمك الله، أنت في حِلٍّ من بيعتي، فاعمَلْ في فكاكِ ابنك". فقال الحضرمي: "أكلتني السّباعُ حيًّا إنْ فارقتُك"، فقال (عليه السلام): "فأعطِ ابنك هذه الأثواب (البُرُد)، يستعين بها في فداء أخيه"، فأعطاه خمسة أثواب، قيمتها ألف دينار. في ليلة عاشوراء، وفي خضمّ تلك الظروف العصيبة، نجدها تكتنف في طيّاتها ألوانًا من الأخلاق الفاضلة التي تمثّل خُلق الإسلام الحنيف، فهذا سيّد شباب أهل الجنة يضرب لنا مثالًا صادقًا في مواساة من معه، وقضاء حوائجهم، فتراه مهمومًا من أجل غلامٍ مُسلمٍ قد أُسِر في ثغر الري، وقد رأى أباه مهمومًا عليه. نرى كأنّ الحالة التي يعيشها (عليه السلام) في تلك الليلة العصيبة، حالةٌ طبيعية، حتى إنه يطلب من والد الغلام الأسير أن يسعى لفكاك ولده من الأسر، ويترك ما هو عليه، بل يجعله في حِلٍّ من بيعته. إنه بحقّ موقفٌ أخلاقيٌّ واجتماعيٌّ فريدٌ من نوعه، وليس له أهلٌ إلا من تربّى في حجر الرسالة، وتخلّق بأخلاق الأنبياء، وتحلّى بحُلَل الأوصياء. فهذه من أخلاقه الكريمة، (سلام الله عليه)، والتي أظهرت ليلةُ عاشوراء جانبًا يسيرًا منها..