إعداد وتقديم: سارة عامر المونتاج الإذاعي: زينب عدنان من خصائص أبي الفضل (عليه السلام) ومميّزاته، الصبر على محن الزمان، ونوائب الدهر، فقد ألمّت به يوم الطف من المصائب والمحن ما تذوب من هولها الجبال، فلم يجزع، وإنما سلّم أمره إلى الخالق العظيم، مقتديًا بأخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) الذي لو وزن صبره بالجبال الرواسي لرجح عليها. لقد رأى أبو الفضل الكواكب المشرقة، والممجدين الأوفياء من أصحابه وهم مجزّرون كالأضاحي في رمضاء كربلاء تصهرهم الشمس، وسمع عويل الأطفال، وهم ينادون العطش العطش، وسمع صراخ عقائل الوحي، وهنّ يندبن قتلاهنّ، ورأى وحدة أخيه سيّد الشهداء، وقد أحاط به الأعداء يبغون قتله تقرّبًا لسيّدهم ابن مرجانة، رأى أبو الفضل كل هذه الشدائد الجسام فلم يجزع وسلّم أمره إلى الله تعالى، مبتغيًا الأجر من عنده. عندما نتحدث عن صبر أبي الفضل العباس (عليه السلام)، نتحدث عن صبرٍ فريد، لا يمكن أن يتكرّر في التاريخ، هو الصبر الذي يتجاوز حدود الاحتمال، ويتحدّى كل الأوجاع، ولكن، لا ينبغي أن نفهم الصبر في سياقه فقط على أنه تحمّل للآلام الجسدية، بل نفهم أنه إرادة، وثبات على المبدأ، وإصرار على الوفاء مهما كانت العواقب، لقد كان الصبر أسمى فضائله، وسمة من سمات شخصيته العظيمة.