تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: الإمام السجاد (عليه السلام) بين السم والسكون

إعداد: منال الخزرجي تقديم: سارة عامر إخراج: زينب عدنان الضيفة: رقية محمد رضا بعد فاجعة كربلاء، نهض الإمام السجاد عليه السلام بمسؤولية عظيمة في حفظ تراث الشهادة ونقل تفاصيل المأساة إلى الأجيال. فكان الشاهد الحيّ على الجريمة، والناطق الصادق باسم الدماء الطاهرة التي سُفكت ظلمًا، رغم كونه أسيرًا في يد الطغاة، إلا أنه تحوّل إلى صوت لا يُسكَت، فوثّق الفاجعة بالألم والدعاء والدموع، وبنى وعي الأمة من بين أنقاض المصيبة. اختار الإمام أسلوب التأثير العاطفي العميق، فكان من البكّائين الخمسة، ولم يتوقف عن البكاء على أبيه الحسين عليه السلام، حتى صار ذلك سمة من سماته ومحرّكًا دائمًا للضمير الجمعي، بكاؤه لم يكن ضعفًا، بل فعل مقاومة، وصرخة احتجاج خالدة على الظلم. بخطبه في الشام وكلماته في مجلس ابن زياد ويزيد، زرع بذور ثقافة عاشوراء، وحوّل الوجع إلى وعي، والمأساة إلى مدرسة. فأسّس لثقافة تبقى متقدة في وجدان الأمة، لا تُمحى، بل تتجدّد في كل جيل، تحمل معاني الصبر، والحق، والرفض للذل. دوره في تثبيت معالم هذه الثقافة لم يكن آنياً، بل امتد أثره ليصوغ وعيًا مقاومًا يُلهِم الأمة في كل زمن. ومن هذا النهج نستخلص أن مواجهة الطغيان لا تكون فقط بالسيف، بل بالكلمة، بالعاطفة الصادقة، وبنقل الحقائق كما هي، حتى تبقى كربلاء حاضرة في ضمير الأمة إلى يوم القيامة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.