تفاصيل الحلقة
الحلقة الثامنة: ليلة الحادي عشر جسد بلا وتين

إعداد: فاطمة نجاح تقديم: وفاء الياسري الإخراج الإذاعي: زينب قاسم الضيفة: المبلغه بشرى الشويلي/ استاذه لمادة السيرة باللغة الإنكليزية في العتبة العباسية سكنت كربلاء ظاهريًا، لكنها لم تهدأ أبدًا، إذ ظلّت أرضها شاهدة على أعظم ملحمة عرفها التاريخ. هناك، على رمضاء الطف، ارتمى الجسد الطاهر للإمام الحسين (عليه السلام)، مقطوع الوتين، لكن دمه ظلّ يفيض حياةً وخلودًا، وصوته بقي صرخةً تهزّ عروش الظالمين عبر العصور. لم يكن استشهاد الحسين (عليه السلام) خاتمة معركة، بل كان ولادة انتصار خالد، إذ تحوّلت جراحه إلى رايات، ودماؤه إلى مداد كتبت به ملحمة الثورة والوعي. لقد احتضنت الأرض جسده الشريف، لكنها لم تستطع أن تحتوي رسالته، فارتفع نوره ليضيء الضمائر، وتحوّل صمته إلى خطاب أبدي أبلغ من كل الخطب. ومن بين الخيام الممزقة وأنين اليتامى، بزغ فجر جديد حمل في طياته معاني الصحوة والرفض، لتبدأ مرحلة تتعاقب فيها الثورات وتنهض فيها الضمائر، لقد كان مشهد استشهاده إيذانًا بولادة وعي جمعي لا يموت، ورسالة خالدة لا تُطمس رغم جبروت الطغاة. ليلة الحادي عشر من المحرّم لم تكن ختام المأساة، بل بداية المسيرة، إذ انطلقت من جسد بلا كفّ، لكنه أشد بأسًا من السيوف، لتتحول كربلاء إلى مدرسة دائمة للحق، ومنارًا يوجّه الأجيال نحو العزة والحرية. ومن دم الحسين (عليه السلام) استيقظت الضمائر، وبقيت كربلاء على مرّ الأزمان قبلة الثائرين وملهمة الأحرار.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

