تفاصيل الحلقة

الحلقة الثامنة: النهضة الحسينية، سِمات وهدفيّة

26 صفر الخير 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آلاء طعمة تقديم: زهراء فوزي الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي الضيفة: د. نوال الميالي تُعدّ النهضة الحسينية أيقونةً خالدة في تاريخ الحرية والكرامة، تجاوزت حدود الزمان والمكان لتصبح معراجًا إنسانيًا تتلاقى فيه أبعاد الوعي والوجدان، وتلتقي فيه معادلات الواقع وآفاق المطلق. فقد بقيت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) غضّةً نابضة، لم تفقد عمقها الروحي ولا أصالتها الفكرية، بخلاف ثورات أخرى طُمست أو انحرفت حتى غدت إرهابًا مدمّرًا. في عاشوراء تجلّى كمال النهضة في أبهى صورها؛ إذ قدّمت نموذج الثائر الكامل الذي لم يفقد توازنه العقلي والروحي وسط صخب الاصطفافات والمصالح. لقد كانت كربلاء مواجهة مباشرة لأقصى درجات الطغيان، وفي الوقت نفسه إعلانًا عن أسمى معاني التحرر وحفظ الكرامة وصيانة مكتسبات الإنسان، بما يجعلها حدثًا فريدًا لا في تاريخ المسلمين فحسب، بل في تاريخ النوع الإنساني بأسره. إنّ قضية الإمام الحسين (عليه السلام) لا يحدّها زمن لأنها تأصيل لنزعة التحرر والإيمان، ولا تنحصر في أرض لأنها تمتد في كل تربة تسقى بالكرامة، كما عبّرت السيدة زينب (عليها السلام): «لن تبلغ أمدنا». فملحمة عاشوراء ليست مجرد حدث يُقرأ في الكتب أو يُسجّل في الذاكرة، بل هي وجدان حي يسكن ضمير الإنسان، ويهتدي به كل من ينشد الحرية ويقف بوجه الظلم. حتى وإن جهل المرء من يكون الحسين، فإن سيرته تتجسّد عند كل موقف إنساني، وتُقرأ في كل ثورة ضد الاستبداد، وفي كل صرخة تنادي بالعزة والكرامة.