إعداد: منال الخزرجي تقديم: فاطمة المدني الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: منال الخزرجي/ باحثة واستاذة حوزوية في يوم عاشوراء لم يكن خروج الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه طلبًا للدماء أو رغبةً في سفك الأرواح، بل كان تكليفًا شرعيًا إلهيًا هدفه الدفاع عن الدين وصون الشريعة. لقد كان موقف الإمام الحسين (عليه السلام) واضحًا؛ فلا يبدأ قتالًا ما لم يُكره عليه، وقد خاطب القوم بالحجّة مرارًا، وذكّرهم بالله تعالى ورسوله وحقّ العترة الطاهرة، لكنهم أصرّوا على القتل والعدوان. وحين تجاوزوا حدود الله واعتدوا على أوليائه، أصبح دفعهم والوقوف بوجههم واجبًا مشروعًا بأمر الله تعالى، كما قال سبحانه: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ [التوبة: 12]. وهكذا، لم يكن القتل في كربلاء غايةً بحد ذاته، بل وسيلةً لحفظ الحق ودفع الباطل. وكان دم الحسين وأصحابه الطاهر شاهدًا خالدًا على أن النصر الحقيقي لا يُقاس بميزان السيوف، بل ببقاء رسالة الإسلام حيّة نابضة في وجدان الأمة.