الإعداد والمونتاج الإذاعي: نور حسن التقديم: هند الفتلاوي في طوس، حيث الغُربة أضحت جُرحًا عميقًا في قلب الولاية، سُفك النور بالسُّم الزُّعاف، وغاب كوكب الهداية عن سماء الدنيا. في قصرٍ موشًّى بالخديعة، سُجِن وليُّ الله، وهو وليُّ العهد، وتحت عباءة السياسة، غُرِس خنجر الغدر في قلب الطُّهر، لا لشيءٍ إلا ليُثبِت الملعون عرشًا زائلًا. ولكن، هيهات أن يحيا الظالم في ظلمته، أو يبقى الطغيان وإن بدا متينًا؛ فالدم الطاهر الذي سال في طوس، سيظل منارةً تهدي العاشقين، وصوتًا خالدًا يلعن الظلم إلى يوم الدين. في منعطفٍ حاسمٍ من تاريخ الأمة الإسلامية، برز مشهدٌ سياسيٌّ بالغ الدقة والحساسية، تجسّد فيما عُرف بـ (ولاية العهد)، التي فَرضها المأمون العباسي على الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وكانت هذه سياسةً محكومةً بالحسابات الدقيقة، والتخطيط طويل الأمد، والتوجّس من الشرعية التي يحملها أهل البيت (عليهم السلام) في قلوب الناس وعقولهم. في هذه الحلقة نبيّن هذا التداخل بين السياسة والدين ودور الإمام الرضا (عليه السلام) في تحويل المنصب المفروض عليه إلى منبرٍ لبيان معالم الإمامة...