تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: حياة وشخصية السيدة زينب (عليها السلام)

1430
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سارة الدعمي تقديم: رؤى علي المونتاج الإذاعي: آية الطويل في بيت علي (عليه السلام)، وإلى جانب إخوتها الحسن، والحسين، وزينب الصغرى “أم كلثوم”، عاشت مولاتنا زينب (عليها السلام) في بيتٍ ليس على وجه الأرض مثله؛ بيت يملأه الطهر، ويفيض بالحب والحنان ومكارم الأخلاق، فهو البيت الذي سمّى القرآنُ أهله بأهل البيت، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرًا، وأنزل فيهم قوله الكريم: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا". عاشت زينب (عليها السلام) في ظلّ عناية جدّها العظيم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبرعاية والديها علي وفاطمة، والكلّ ينظر إليها نظرة عطفٍ وحنان، يقرأ في ملامحها وشخصيّتها المستقبل المحزن، والفاجعة المروّعة التي ستلمّ بآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين). وفي ظلّ الطفولة الهادئة الطاهرة، شهدت زينب (سلام الله عليها) مرض جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورأت أمّها تعيش الحزن، وقد ارتسمت على وجهها المشرق علامات الأسى والانكسار. وما هي إلا ثلاثة أيام، حتى استُشهِد الرسول (صلى الله عليه وآله)، فحلّت الفاجعة الكبرى على بيت علي وفاطمة (عليهما السلام)، وخيّم الحزن والترقّب على ذلك البيت الطاهر، إيذانًا بمرحلةٍ جديدة بعد انتهاء عهد النبوّة. شهدت زينب (عليها السلام) فقدَ جدّها، ولوعة أمّها، ومرارة أحزانها، وهي تندب أباها، وتبكي غربتها، ثم عايشت محنة والديها مع أحداث السقيفة، وتضييع الحقوق، وما لحق بهما من ظلمٍ وتهديد، وتجاوزٍ على مكانتهما المقدسة، وصولًا إلى مصرع أخيها الحسين الشهيد (عليه السلام)، وما عانته من مصائب وكوارث جسام.