تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: الإيمان في زمن العولمة: أين نقف؟

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سارة عامر تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رسل باسم العولمة واقع لا مفر منه، تجاوزت حدود الاقتصاد والتجارة لتصبح تيارًا ثقافيًا وفكريًا يخترق البيوت والعقول عبر الإعلام والتقنية والتعليم، وكان أثرها الأكبر على الهوية الإسلامية للفرد، تلك الهوية التي تقوم على عقيدة التوحيد والانتماء لأمة الإسلام والالتزام بأخلاق النبي وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم)، ومع هذا الانفتاح يجد الشباب أنفسهم في صراع بين قيمهم الأصيلة وأنماط غريبة تغزو فكرهم وسلوكهم، تبدأ من المظهر واللغة وتصل إلى القيم والمعتقدات، حتى يشعر بعضهم بالغربة في بيئتهم، بينما الحقيقة أن الإسلام دين عالمي خالد قادر على التفاعل بلا ذوبان والانفتاح بلا تنازل. وللعولمة إيجابيات كالمعرفة المفتوحة والتواصل السهل والانفتاح على الثقافات، وهو ما ينسجم مع دعوة القرآن إلى التعارف بين الشعوب، لكن التحدي يكمن في التعامل معها دون وعي أو بصيرة، فالحماية تبدأ من ترسيخ العقيدة في القلب، والثقة بالدين، إذ كلما ازداد الإيمان ثباتًا استطاع الشاب مواجهة التيارات المتغيرة. والأجدر بالشباب أن يستثمروا معطيات العولمة لبناء ذواتهم ونشر قيمهم، لا أن يتحولوا إلى نسخ مقلدة، بل يكونوا نماذج متميزة تعكس جمال الإسلام، مع الحرص على الصحبة الصالحة التي تُعين على الثبات وتقي من الانجراف، فالإيمان هنا أشبه بالقابض على الجمر، لكنه ثبات يصنع التميز والعطاء، ويفتح أبواب الانفتاح النير من دون التفريط بالهوية، ليظل المسلم في قلب العولمة حاضرًا بعقيدته، وفاعلًا بقيمه، ومعتزًا بدينه، منفتحًا على العالم بعقل حكيم وقلب مؤمن.