تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: قوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية"

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زينب الجبوري تقديم: ليلى عبد الهادى الضيفة: أم محمد خطيبة منبر حسيني المونتاج الإذاعي: مريم المعمار ما المقصود بهذه الآيـة المباركة؟ ما هو نظام الحكم بعد وفاة الرسول (ﷺ)؟. توضح لنا الضيفة الكريمة ما المقصود بهذه الآية، استهلت كلماتها بأن الله عزّ وجل عندما أنزل هذه الآية أراد الولاية لأمير المؤمنين (ع) مستشهدة بما جاء في عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم إيمانًا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية قال: فكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي (عليه السلام) قالوا: قد جاء خير البرية. وهذا دليل قطعي على وجوب ولاية الإمام علي (عليه السلام). ولابد من توضيح ما معنى الولاية أو الولي فالمعنى اللغوي: الولي هو من أسماء الله عز وجل لأنه هو الخالق وله السيادة والسيادة هي أعم من الولاية لأن فيها التشريع والتكوين فاللـه مولى الذين آمنوا وإن الكافرين لا مولى لهم، فما المقصود من حصر الحاكمية في الله عز وجل؟ المقصود في الحاكمية لله أي حصر جذور الحاكمية ولكن لا يعني قيامه بإدارة البلاد فلا يحاسب الله من أراد الطلاق أو عمل في الربا وما شابه فحاكم البلاد لابد أن يكون مأذونًا من الله فيكون إما معينًا بالاسم كما ورد في حق النبي: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)" في حق النبي وآله (صلوات الله عليهم) ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55]. او معنيًا بالوصف كما هو الحال في حق والعلماء والفقهاء الذين لهم الحكم والإمرة في زمن الغيبة وقد جعل الله للنبي إضافة لكونه مبلغًا عنه تعالى القيادة العملية للأمة والولاية عليهم فهو أولى بالمؤمنين، وبعد غياب المأذون باسمه الصريح وهو النبي واختلاط الأمور بعد وفاته فالحل كان مرتبطًا بحياة النبي وذلك بتعيين النبي ﷺ للإمام علي عليه السلام مرجعًا شرعيًا بتتابع النصوص النبوية على تعيينه بأمر الله تعالى، وتكملة الحديث في توجيه سؤال للضيفة حول هل أن الولاية التشريعية بمراتب؟ وأجابت مشكورة "الولاية التشريعية التي تفيد معنى حق التصرف والأمر ذات مراتب فمرتبتها الكاملة الثابتة لله عز وجل والمرتبة الأخرى الثابتة للنبي ﷺ والائمة عليهم السلام وفي زمن الغيبة هناك مرتبة للفقيه العادل العالم بالحوادث ومسائل زمانه والبصير بها والقوي على حلها فيعبر عنها بالولاية وهناك أيضًا ولاية للأب والجد للبنت البكر والمجنون والصغير، وعدول المؤمنين لهم ولاية ومرتبة ولاية للوالدين ومرتبة ثابتة أيضًا لكل مؤمن ومؤمنة، قال تعالى :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)"...