تفاصيل الحلقة
الحلقة الأولى: أسباب اهتمام بعض الدول في صناعة الرسوم المتحركة
إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: سوزان الشمري إخراج: منار علي الضيفة: مائدة الدوركي تمثّل الرسوم المتحركة محطةً جميلة في ذاكرة الطفولة، وتأسر بخيالها الصغار واليافعين، حتى غدت اليوم صناعةً عالمية ضخمة تدرّ مليارات الدولارات على الدول المنتجة لها. وقد تحوّل هذا الفن من وسيلةٍ تربوية تحمل قيماً إنسانية إلى مشروع تجاري يستهدف الربح قبل أي هدف آخر. وأصبح "الأنمي" تحديدًا ظاهرة عالمية تجذب مختلف الأعمار بما يحمله من حبكة مشوّقة، وتقنيات عالية، وشخصيات آسرة، وعوالم خيالية متقنة، ما جعله جزءًا ثابتًا من ثقافة الأجيال. وتتعامل بعض الدول مع هذه الصناعة بوصفها كنزًا وطنيًا لما تمنحه من قوة ناعمة قادرة على التأثير في سلوك المتلقي وصناعة الانطباعات حول ثقافتها وقيمها، كما باتت هذه الأعمال نافذة ترويجية للسياحة، إذ دفعت أعدادًا كبيرة من المراهقين والشباب إلى زيارة مواقع ظهرت في تلك الأفلام، بل غذّت لدى بعضهم حلم الهجرة والعيش في البلدان التي رسخت في مخيلتهم منذ الصغر. وترافق هذا التأثير مع انتشار واسع للملصقات والمنتجات والكتب والوسائط الليزرية المرتبطة بتلك الشخصيات، ما أضاف عوائد اقتصادية هائلة لهذه الدول. ولم تقتصر أهداف هذه الصناعة على الاقتصاد فحسب، بل استغلتها بعض الدول لتلميع صورتها وتقديم نفسها بوجهٍ إنساني جذاب على الرغم من تاريخها المظلم، مستثمرةً سذاجة اليافعين وحاجتهم للانتماء. وهكذا تحوّلت الرسوم المتحركة إلى أداة ثقافية واقتصادية وإعلامية مؤثرة، تتجاوز حدود الترفيه، وتشكّل بوابة لإعادة تشكيل القيم والاتجاهات والسلوكيات لدى الأجيال الصاعدة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.