تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: التحدي الأكبر

6 ربيع الثاني 1442
مشاركة الحلقة
image

الإعداد والتقديم:- دعاء ظافر. الإخراج:- هنادي الحسناوي. كلنا نرسم في مخيلتنا تلك الحياة الوردية الخالية من المشاكل والأزمات في بيت زوجي سعيد لزوجة سعيدة مجدة ونظيفة وصابرة وخير مربية لأطفالها وزوج لا يكل ولا يمل من العمل الجاد والمجهد لأجل بيته وعند عودته لا تفارق البسمة وجهه البشوش وأطفال مرتبين طوال الوقت مهذبين على الدوام، متفوقين في المدرسة دون مشاكل أو تعب. هذه الحياة هي التي تُرتسم في أذهان من يقبلون على الزواج حتى يصبحوا على وعي بمسؤوليات هذه المرحلة الجديدة في حياتهم وما تتطلبه من طاقات لربما لم يبذولها مطلقاً من قبل، لذا كثيرا ما نرى في بعض الأسر الزوجين ممن يعيشون مع بعضهما البعض وفي قلوبهم غصة كبيرة تجاه أحدهما الآخر بسبب الخلافات والمشاكل المتراكمة التي تسببت بكسر القلوب وخدش المشاعر مع الاختلاف الشاسع في الحياة التي كانت في مخيلتهم ويكون التحدي الأكبر هو تجاوز وتخطي هذه المشاكل. أجادت الأستاذة علياء الصافي (استشارية في مركز الارشاد الأسري وماجستير علم نفس تربوي) بكون هذه المشاكل إثر العادات اليومية المتراكمة لأيام وأشهر وأسابيع وحتى سنوات كأن يكون عمل الزوج أو الزوجة الذي يستمر لساعات طويلة فلا تتمن الزوجة من سد إحتياجات المنزل فتقصر تجاه الزوج والأطفال أو على العكس تماماً في أن تكون الزوجة تعمل لمساندة الزوج في تكوين إحتياجات الأسرة كبيت وسيارة وتأمين مستقبل دراسي جيد للأطفال وحمل كل هذه الأعباء لا يكفي فيصبح الزوج عبأ آخر فيقوم بأخذ الأجر الشهري الذي تكد الزوجة فيه لأجل سد احتياجات المنزل. أو حتى عند عمل الزوج لساعات طويلة أو لأكثر من عمل يجعل منه متعب جسدياً ونفسياً تحت كل هذه الضغوطات يصبح بعيداً عن أسرته أو حتى عند وجود والدين كبيرين في السن يشغلون بال الزوج بدوائهما وراحتهما وغيرها من التفاصيل. كل هذه وأكثر تحديات تواجهها الكثير من الأسر العراقية والسبل الأساسية للتغلب عليها بالتحمل من قبل الطرفين والنظر الى الجوانب الإيجابية في مختلف الأوقات والأماكن كما أن تقديم الكلمة الطيبة وتليين القلوب بها بالتأكيد هو أمر هام جداً للمحافظة على ألفة الحياة الزوجية مع محاولة عدم التقليل من شأن الآخر بالتصغير من عمله إن كانت الزوجة أو الزوج و عدم صب الغضب لأي أمر معين على الشخص القريب كالزوج أو الزوجة لأن هذا الأمر يكون فجوة بين الزوجين قد تؤدي يوماً ما مع التراكمات المستمرة الى الطلاق العاطفي لا سامح الله. لذا في الحياة الزوجية نجد أننا بحاجة الى الشخصيات الناضجة التي تسعى الى إسعاد شريكها هي التي تتمتع بأسر سعيدة مستقرة وحياة هادئة ورغدة يسعى الجميع للحصول عليها.