تفاصيل الحلقة
الحلقة الثانية: الجهل بمقام الامامة

إعداد: منال الخزرجي. تقديم: دعاء عبد الله. إخراج: سارة الابراهيمي. فتح ملف استعراض القضية: هيئة المحكمة: يذكر لنا أرباب التأريخ أنه في سنة 61 هـ أنه قامت جماعة مسلحة بمحاصرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في أرض كربلاء معه عياله وأصحابه، وقاموا بقتله بوحشية وهمجية، وأن القاتل هو يزيد بن معاوية وأتباعه، وفي ذلك ليس حرمة قتل النفس المحترمة فحسب، بل الجرأة على مقام الإمامة الإلهي المقدس. ويزيد وأتباعه لا ينكرون قتلهم للحسين عليه السلام، ولكنهم يدعون بأنهم يجهلون مقام الإمامة آنذاك سيما المجتمع الشامي. فليتفضل كل من المدعي والمتهم لنستمع إلى إفادتهما مع تقديم الأدلة من الطرفين وسيتم البت بالحكم النهائي وفقا لذلك. المدعي: لا يوجد مبرر لقتل الإمام الحسين عليه السلام فتحت أي ظرف كيف تجرأ القوم على قتل ابن بنت رسول الله (ص) وهتك حرمته؟ وقد ورد عند الفريقين بضرورة حفظ حرمة رسول الله (ص). المتهم: ان من أقبل على قتل الحسين بن علي جيش الشام، وقد كان الجيش جاهلاً بمقام الحسين وقرابته من رسول الله (ص). الدفاع: كيف ذلك ورسول الله (ص9 لم يترك موضعا إلا وبين فضل الحسين (ع) ومكانته، فالقاصي والداني يعلم بذلك. س1: ضيفتي، كلنا يعلم بالتضليل الإعلامي الذي كان يسود أهل الشام بحيث كانوا لا يفرقون بين الناقة والجمل، فهل كانوا فعلا جاهلين بقرابة الإمام الحسين عليه السلام من رسول الله؟ وهل هذا يعد مبررا لقتله؟ المدعي: لو سلمنا بأن جيش الشام كان جاهلا بقرابة الإمام الحسين عليه السلام من رسول الله (ص) ولكن هل كانوا يجهلون مقام إمامته؟ فحتى لو لم يكن قريبا لرسول الله على الأقل كانوا يعرفون بأنه إمام، أو أنه إنسان وحرمة الإنسان محفوظة عند الجميع، فلا مسوغ لفعلتهم. المتهم: جيش الشام كان جاهلا بكل شيء ولم يكن يعلم إلا ما تعلمه من معاوية فلم يعرفوا مقام الإمامة أصلا وما معناها. الدفاع: وإن كان ذلك منهم، ألم يكن حري بهم أن يراعوا حرمته كإنسان على أقل تقدير! س2: ضيفتي، أولا نود أن نعرف هل الجهل بمقام الإمامة له مبرر؟ هل حقا الأمة لا تعلم من هو إمامها؟ كيف ينسجم ذلك مع عدالة الله سبحانه وتعالى؟ المدعي: اذا توصلنا الى أن الأمة لم تكن جاهلة بمقام الإمامة، فما المبرر لقتلها الإمام الحسين عليه السلام؟ المتهم: الأمة حتى لو كانت تعلم بمقام إمامة الحسين، إلا أنهم ملزمون بطاعة سلطانهم وتنفيذ أوامره فهم رعية السلطان عادلا كان أم جائرا. الدفاع: وما مبرر تلك الطاعة! فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقتل الحسين (ع) معصية كبيرة. س3: نتوقف هنا عند الطاعة ومفهومها: لمن تكون؟ لو سمحتم بينوا ذلك من وجهة نظر الإسلام، وكيف كان مفهومها عند أهل اشام، بحيث جعلوا منها مبررا لارتكاب المحرمات؟ المدعي: والآن هل بقي لمعتذر عذر في الجريمة التي ارتكبت بحق الإمام الحسين عليه السلام؟ والعقاب الذي يلحق من يعتدي على إمامه؟ المتهم: لا يمكنكم الحكم والجزم بمصيرهم يوم القيامة أو نعتهم بوصف سلبي، فإن ذلك راجع الى الله وهم ممن يرجون رحمته وعطفه، فما موجود أمامنا هو الظاهر، والله العالم بحقيقة الحال. الدفاع: عقوبة جريمتهم ليست أمرا غيبيا حتى يترك الى علم الله بل هو مما صرح به في قرآنه بأنه فتنة وفساد كبير. س4: ضيفتي: هناك من يقول بعدم إمكانية الجزم بمصير الفسقة فقد تشملهم الرحمة الإلهية، فلو صح ذلك فهل هو قابل للانطباق على قتلة الإمام الحسين عليه السلام؟ وما معنى يرجون رحمة الله؟ القاضي: هل بقي لقتلة الحسين بن علي عليه السلام من الجهل بمقامه لمعتذر عذر؟ فسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، ثم يقول القاضي: حكمت المحكمة على قتلة الحسين عليه السلام من الأولين والآخرين بنار جهنم خالدين فيها أبدا، رفعت الجلسة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.