إعداد: هدى علي تقديم: سارة الابراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن الشبهة التي تقول إن الإمام الحسين (عليه السلام) ألقى بنفسه إلى التهلكة، مستندة إلى قوله تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة: 195)، تحتاج إلى تحليل دقيق لمعنى "التهلكة" في سياقها الصحيح. الآية تأمر بالإنفاق في سبيل الله وتنهى عن ترك ذلك، لأن الامتناع عن التضحية والجهاد يؤدي إلى ضعف الأمة وضياعها. فالتهلكة ليست مجرد الموت، بل التقاعس عن أداء الواجبات التي تحمي الدين والمجتمع. نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن انتحارًا، بل كانت تضحية لإصلاح الأمة وإنقاذ الإسلام من الانحراف. قال (عليه السلام): "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي". فلو سكت عن ظلم يزيد، لكان ذلك التهلكة الحقيقية. الفرق بين الانتحار والشهادة واضح؛ الانتحار نابع من اليأس، بينما الشهادة دفاع عن الحق. تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) حفظت جوهر الإسلام، لذلك ثورته خالدة كمثال للصمود أمام الظلم. وهكذا، لم يكن استشهاده تهلكة، بل قمة الإحسان في سبيل الله.