تفاصيل الحلقة
الحلقة الرابعة: شبهة ان الحسين "ع" لم يسالم ليسلم من شر يزيد

إعداد: منال الخزرجي. تقديم: دعاء عبد الله. إخراج: سارة الابراهيمي. فتح ملف استعراض القضية: هيئة المحكمة: يذكر لنا أرباب التأريخ أنه في سنة 61 هـ أنه قامت جماعة مسلحة بمحاصرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في أرض كربلاء معه عياله وأصحابه، وقاموا بقتله بوحشية وهمجية، وأن القاتل هو يزيد بن معاوية وأتباعه، ويزيد وأتباعه لا ينكرون ذلك إلا أنهم يعللون ذلك بأن الإمام الحسين عليه السلام لم يستعمل الحنكة السياسية ولم يسالم ويجاري يزيد ليسلم هو والمسلمون من اراقة الدماء كما فعل أخيه الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية. فليتفضل كل من المدعي والمتهم لنستمع إلى إفادتهما مع تقديم الأدلة من الطرفين وسيتم البت بالحكم النهائي وفقا لذلك. المدعي: يا أتباع يزيد وانصاره: لِمَ قتلتم إمامنا الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره؟ كيف تجرأتم على هذا الفعل الشنيع؟ لقد أفسدتم دنياكم وأخراكم بفعلكم هذا. المتهم: ولِمَ خرج إمامكم على يزيد؟ ألم يعلم بان يزيد حاكم جائر ولا يتهيب من إراقة الدماء ولا يراعي لأحد حرمة؟ الدفاع: الإمام الحسين (ع) خرج لطلب الإصلاح في هذه الأمة بعد أن عاث يزيد واتباعه فيها الفساد، ولا مداراة أو مجاراة مع يزيد وأمثاله. س1: ضيفتي كثيرا ما يتردد هذا التساؤل من قبل البعض: لماذا لم يستعمل الإمام الحسين (ع) التقية مع يزيد؟ المدعي: القرآن الكريم يقول: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) والإمام الحسين (ع) أحسن لهذه الأمة بنهضته ضد حكومة يزيد وتخليصها منه، فكيف كافأتم هذا الإحسان بالإساءة؟ المتهم: كان الأولى بالإمام الحسين (ع) ان ينشغل بمهام أخرى لإصلاح البلاد بدلا من الحرب التي تجر الى إراقة الدماء، كما فعل أخيه الحسن (ع) مع معاوية. الدفاع: بعض الممارسات تتطلب أن تجابه بأسلوب يتلاءم معها، لذا ورد في كيفية ذلك: ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر، حكم يزيد يتطلب استئصاله من رأس. س2: ضيفتي، هل كانت الحرب مع يزيد أمر لابد منه ولا تنفع السبل الأخرى مع حكومة يزيد؟ وما فرق حال الإمام الحسن (ع) مع معاوية وحال الحسين (ع) مع يزيد؟ المدعي: تبا لكم يا أتباع يزيد وأعوانه، كنتم في عصر الإمام الحسين (ع) ولم تنتفعوا بنور وجوده بينكم، بل أصبح موقفكم العدائي معه وبالا عليكم في الدنيا والآخرة، المتهم: عن أي نور تتحدثون! ما فعله الحسين بن علي لم يكن سوى فتنة شق فيها عصا المسلمين وفرق صفوفهم، وما الفائدة من نهضته بوجه يزيد وقد قتل ومات في كربلاء؟ الدفاع: أن الإمام الحسين عليه السلام لم يخرج إلى كربلاء لكي يستفيد أمراً دنيويا، وإنما خرج ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الخير. س3: ضيفتي: ماهي ثمار نهضة الإمام الحسين (ع) في الدنيا وللإسلام والإنسانية بشكل عام؟ المدعي: الحمد لله الذي أعزنا بالحسين (ع) وجعلنا من أتباعه، وأذلكم بيزيد وجعلكم من أتباعه. المتهم: عن أي عزة تتحدثون! وما لنا نراكم تبكون وتنحون في يوم عاشوراء؟ الدفاع: نبكي لما جرى عليه وأهل بيته، إذ يعز علينا أن نسمع بعزيز الزهراء يجري عليه ما جرى، ولا نبكي على نتائج نهضته، بل نفخر بانتمائنا له عليه السلام في الدنيا والآخرة. س4: ضيفتي: حدثينا عن عزة الإسلام التي حظي بها المسلمون بنهضة الإمام الحسين (ع) وكيف ينسجم ذلك مع الحديث: أول ذل دخل على العرب بعد قتل الحسين (ع)؟ القاضي: هل بقي لقتلة الحسين بن علي عليه السلام لمعتذر عذر؟ فسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، ثم يقول القاضي: حكمت المحكمة على قتلة الحسين عليه السلام من الأولين ومن رضي بفعلهم والآخرين بالخزي والهوان في الدنيا وبنار جهنم خالدين فيها أبدا، رفعت الجلسة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.