تفاصيل الحلقة
الحلقة الرابعة: لماذا لم يقم احد من الائمة المعصومين (عليهم السلام) بالسيف كما قام سيد الشهداء (عليه السلام) ؟

إعداد: هدى علي تقديم: سارة الابراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن يخطئ بعض الناس حين يقيسون أفعال الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وفقًا لرغباتهم وتصوراتهم الشخصية. فإذا قام أحدهم بعمل بارز يتناسب مع أهوائهم، توقعوا من الجميع أن يفعلوا الشيء نفسه، دون مراعاة الظروف المختلفة. ومن هذا المنطلق، يتساءل البعض: لماذا لم يَقُم أحد من أهل البيت (عليهم السلام) بثورة مسلحة بعد الإمام الحسين (عليه السلام)؟ بل إن بعض المسلمين اشترطوا الكفاح المسلح كمعيار لصحة الإمامة، فرفضوا إمامة من لم يحمل السيف، معترفين فقط بأئمة خاضوا القتال، مثل الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين (عليهم السلام)، ثم زيد بن علي وابنه يحيى (عليهم السلام)، بينما أنكروا إمامة بقية الأئمة. لكن هذا الفهم يتجاهل أن استخدام السيف ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو وسيلة تُلجأ إليها عند الضرورة القصوى. فقد دعا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الإسلام سلميًا لأكثر من ثلاثة عشر عامًا قبل أن يضطر إلى القتال دفاعًا عن الدين. وكذلك الإمام علي (عليه السلام) أمضى خمسةً وعشرين عامًا دون أن يحمل السيف، حتى استُنفدت جميع الوسائل السلمية. وهكذا، تعامل كل إمام وفق مقتضيات زمانه، مما يوضح أن الإمامة ليست مشروطة بالسيف، بل بالحكمة في تحقيق الإصلاح وفق الظروف المتاحة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.