إعداد: هدى علي تقديم: سارة الابراهيمي المونتاج الإذاعي: نور حسن تعددت الروايات حول عدد أفراد الجيش الذي واجه الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وتتراوح التقديرات بين 30,000 و70,000 مقاتل. وقد أجمعت المصادر التاريخية على أن هذا الجيش كان من أهل الكوفة، وهي مدينة عُرفت بغلبة التشيع بين سكانها. بناءً على ذلك، استنتج البعض أن الشيعة هم من قتلوا الإمام الحسين (عليه السلام)، معتبرين أن إحياءهم لذكراه وبكاءهم عليه تعبير عن الندم على ما فعله أسلافهم. إلا أن الحقيقة التاريخية تشير إلى أن الجيش الذي قاتل الإمام لم يكن شيعيًا، بل كان مكوّنًا من أتباع السلطة الأموية، والخوارج، والمنافقين، والمرتزقة الذين جندهم عبيد الله بن زياد لقمع أي تمرد. أما الشيعة الحقيقيون، فقد منعوا من نصرة الإمام، إذ سُجن العديد منهم أو قُتلوا قبل الواقعة، فيما التحق بعضهم بالإمام واستشهدوا معه في كربلاء. وبالتالي، فإن إحياء الشيعة لذكرى عاشوراء ليس تعبيرًا عن الندم، بل هو تأكيد على الولاء لمبادئ الإمام الحسين (عليه السلام) وموقفه ضد الظلم، ورفض لما ارتكبه جيش السلطة الأموية. وعليه، فإن القول بأن "الشيعة قتلوا الحسين" هو مغالطة تاريخية لا تستند إلى أدلة دقيقة.