إعداد: أحلام حبيب. تقديم: ليلى عبد الهادي. المونتاج: زينب قاسم. عنوان الحلقة: الشعائر الحسينية أسلوب ومحتوى. الحلقة الأولى: مما جاء في هذه الحلقة هو: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومعانديهم ومنكري فضائلهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.. السلام عليك يا إمام السعداء وسيد الشهداء واحد سيدي شباب أهل الجنة واحد صاحبي الحزن والمحنة حجة الله بعد جده وأبيه وأخيه على أهل المشرقين أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه والطيبين من بنيه.. هل تسائلتي مستمعتي ترى لماذا نحيي في كل عام الشعائر الحسينية في ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين(ع)، ولماذا تتجدد هذه الذكرى مع مرور السنين، وتتسع في كل عام، وتنتشر عبر آفاق جديدة؟ هذا سؤال واقعي يعيشه كل إنسان مسلم، وللإجابة عليه نقول: إن هذه الواقعة يعيشها كل قلب، وكل فطرة، وكل نفس بشرية.. إنّ الامام الحسين (ع) ليس شخصاً، بل هو قضية، وقيمة، ومدرسة، ومنهج، ومسيرة. فهو (ع) كالنبي ابراهيم(ع) الذي كان يمثل أمة، وكان حنيفاً مسلماً ولم يكن من المشركين، ولذلك فإن جميع أتباع الديانات السماوية يقدّسون هذا الرجل لأنه جسّد قيمة التوحيد، ورفع راية (لا إله إلا الله)، فتحول إلى قيمة، ولذلك قرّر القرآن الكريم إنه كان أمة، واستجاب له الله سبحانه وتعالى عندما قال: (وَاجْعَل لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الاَخِرِينَ).. وكما إنّ النبي إبراهيم (ع) جسّد قيمة، فانّ الإمام الحسين(ع) قد جسّد قيمة هو الآخر؛ فقد استشهد في سبيل العدل والحق، ومن أجل الدين والحرية، ومن المعلوم أن هذه القيم ثابتة، فلا يمكن أن يأتي زمان لا نحتاج فيه إلى الدين والعدالة والحرية.. فالحق هو فلسفة الحياة، بل هو الحياة نفسها وبدونه لا يمكن أن تستمر، وكما إنّ قيمة الدين، والعدالة والحرية والحق وسائر القيم المقدسة مستمرة، فإن قضية الامام الحسين (ع) مستمرة هي الاخرى واننا نعيش اليوم تحت راية ابي عبد الله الحسين(ع)، التي لا يمكن أن نعيش بدونها، لأن العيش بدونها يعني العيش بدون قيم... ومن ثم يستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.