إعداد: أحلام حبيب. تقديم: آيات حسون. المونتاج: نبأ شاكر. عنوان الحلقة: النهضة الحسينية ومفهوم الحرية. الحلقة السادسة: ما جاء في هذه الحلقة يمكن أن يوجز بالتالي: إن كلمة الحرية، من أكثر الكلمات والشعارات تداولاً في حياتنا اليومية، لاسيما في الاجواء السياسية والاجتماعية، فنجد أن الرجل يرفع شعار الحرية داخل أسرته، والمرأة في وجه الرجل، والأقلية في وجه الأغلبية، والشعب أمام الحاكم المستبد، وفي الكثير من المواقف الأخرى ورغم ذلك يوجد تباين في ما تخفيه هذه الشعارات من وجهات نظر، فمنهم من يفهم الحرية على أنها التحلل من كل الروابط الأخلاقية والمجتمعية، وآخرون يرون الحرية هي كرامة العيش. ومن هنا فان تحديدنا لمفهوم «الحرية» في نهضة الإمام الحسين (ع) نابع من البعد النفسي والبعد المعرفي لمفهوم الحرية عنده (ع)، وذلك لأنه أعطى للحرية زخماً روحياً و ثورياً وإنسانياً قلّ نظيره، كالثورة على الظلم وكسر قيود العبودية السياسية والاقتصادية، كي يتمكن الإنسان من ممارسة دوره في خلق وإيجاد بنية قانونية اجتماعية واقتصادية سليمة، تعطيه أولوية لحريته وإرادته الطبيعية، ومن ثم صياغة عالمه السليم، فالحرية عند الإمام الحسين (ع) وسيلة لتحقيق أهداف إنسانية سامية عن طريق الشهادة في سبيل الحرية، تعطي الإنسان دافعاً للتحرر والكرامة، وكما يقول احد المفكرين «لا يجب أن نسأل إنساناً ما هي الحرية؟ بل كيف تفهم أو تتصور الحرية». فالحرية هي أن تحقق أهدافك التي تود تأكيدها في الواقع فذلك هو الدافع الحقيقي للإمام الحسين (ع) لرفع شعارات الحرية.. مستمعتي العزيزة إن الخلاف بين الإمام الحسين(ع)، وبين أعدائه لم يدُر على الصراع حول سلطة أو مكسب شخصي أو مزاج خاص، وإنما كان حول مبدأ خالد وسامٍ، وخلاف على كرامة وأحقية الإنسان في الحرية، فاستشهاده (ع)، كان فلسفة للعيش بحرية، وكرامة وبعداً روحياً عالياً للحرية.. ويستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.