تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: العلاقة بين التقوى والحرية

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: نوارس فائق. تقديم: زهراء فوزي. المونتاج الإذاعي: نبأ شاكر. عنوان الحلقة: العلاقة بين التقوى والحرية. الحلقة الخامسة: مما جاء فيها ما يلي: إن تقوى الله تعالى عامل مهمٌّ لتزكية النفس وتهذيبها، ويترتب عليها آثار مهمّة في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: ﴿إِن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾..وقبل أن نشرع في الحديث عن التقوى، لا بدّ أن نوضح مفهوم التقوى ومعناها من جانب آخر.. يمكن تعريف التقوى بأنها: قوّة داخلية وقدرة نفسية تمتلك من خلالها النفس القدرة على إطاعة الأوامر الإلهيّة، وعلى مقاومة ميولها وأهوائها، ومنشؤها: الخوف من الله، وأثرها: تجنّب معصيته وسخطه، وهي تساعد الإنسان على تجنُّب حبائل الشيطان وإغراء الدنيا. يقول الإمام علي عليه السلام: "اعلموا عباد الله أن التقوى دار حصن عزيز، والفجورُ دارُ حصنٍ ذليل، لا يمنع أهله، ولا يُحْرِزُ من لجأ إليه، ألا وبالتقوى تقطع حُمَةُ الخطايا" ويستفاد من القرآن الكريم أن لتقوى الله عز وجل قيمة أخلاقية أصيلة، وأنها الهدف لتشريع الأحكام، فالهدف من عبادة الله تعالى الوصول إلى التقوى، كما أن العبادة يمكن أن تكون تعبيراً عن هذه التقوى، وفي آية أخرى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلكُمْ تَتقُونَ﴾ ، حيث بيّنت أن الهدف من القصاص هو التقوى، ويستفاد من عدّة آيات وروايات أن تقوى الله تمنح الإنسان بصيرة تمكّنه من معرفة الحقّ لاتباعه، وإن التقوى تداوي القلب وتهبه البصيرة، فيستطيع عندها أن يشخّص سبيل سعادته، وأن يتجنّب سبل المهالك، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم وبصر عمى أفئدتكم" وإن أهواء النفس يمكن أن تشوّش على العقل رؤيته، ومن هنا يأتي دور التقوى في علاج ذلك الخلل، فالتقوى هي من يكبح جماح الشهوات فيستعيد العقل قدرته على الرؤية، وإن الإسلام لا يرى في التقوى تقييداً للحريّة، بل على العكس من ذلك، يرى أنها هي التي تمنح الإنسان حريته من شهواته وغرائزه، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "فإن تقوى الله مفتاح سداد، وذخيرة معاد، وعتق من كلّ ملكة، ونجاة من كلّ هلكة".. ويستمر الحديث في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.