تفاصيل الحلقة

الحلقة السادسة: مضمون قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً..)

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: نوارس فائق. تقديم: زهراء فوزي. المونتاج الإذاعي: نبأ شاكر. عنوان الحلقة: مضمون قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً..). الحلقة السادسة: ومما جاء فيها ما يلي: نتحدث اليوم عن قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ٭ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَيَحْتَسِبُ ).. بيّنا لكن في حلقات سابقة أنّ أهل التقوى لهم مراتب، وأنّهم يختلفون في درجاتهم من حيث المعرفة والعمل الصالح، وهذا معناه أنّ ولاية الله لهم، تلائم حالهم في إخلاص الإيمان والعمل، لأنّ الله تعالى يقول: (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ،ويقول: (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)، وعلى هذا الأساس فنصيب المخلصين من أولياء الله من هذه الآية شيء، ونصيب من هو دونهم من المؤمنين المتوسطين شيء آخر، أمّا نصيب المخلصين فهو أن من اتقى الله بحقيقة معنى تقواه (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) ولا يتمّ ذلك إلاّ بمعرفته تعالى بأسمائه وصفاته، ثمّ تورّعه واتقائه بالاجتناب عن لمحرّمات وتحرز ترك الواجبات خالصاً لوجهه الكريم (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، ولازمه مستمعاتي أن لا يريد إلاّ ما يريده الله من فعل أو ترك، ولازمه أن يستهلك إرادته في إرادة الله، فلا يصدر عنه فعل إلاّ عن إرادة من الله. ولازم ذلك أن يرى نفسه وما يترتّب عليها من سمة أو فعل، ملكاً طلقاً لله سبحانه، يتصرّف فيها ما يشاء، وهو ولاية الله، يتولّى أمر عبده، فلا يبقى له من الملك بحقيقة معناه شيء إلا ملّكه الله سبحانه، وهو المالك لما ملّكه، والمُلك لله عزّ اسمه. وعند ذلك ينجيه الله من مضيق الوهم وسجن الشرك بالتعلّق بالأسباب الظاهرية (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَيَحْتَسِبُ)... ويستمر الحديث عن المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.