تفاصيل الحلقة

الحلقة الأولى: علاج الهموم

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زهراء الموسوي. تقديم: فاطمة صاحب. المونتاج الإذاعي: نور حسن. تحدثت هذه الحلقة عن علاج الهموم وموجز ما جاء فيها ما يلي: مستمعتي الطيبة إن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) ، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً)، وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد)، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال، والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم، والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين : قلب هو عرش الرحمن ، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق والظلمة والموت والحزن والغم والهم، والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسؤوليات، فمن الهموم هموم سامية، ذات دلالات طيبة، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب وخصوصاً إذا استعصت المسألة واستغلقت، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته، وكلما كان القرار أكثر تعلقاً بمصير المسلمين كان الهمّ أعظم، ومن الهموم الشريفة همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء، وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض، ومن الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً... ويستمر الحديث في موضوعة المحور حتى استيفائها ومن ثم تختم الحلقة.