تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: وسائل الرحمة

9 رمضان 1446
مشاركة الحلقة
image

الإعداد والتقديم: هند الفتلاوي الإخراج: نور حسن ضيفة الحلقة: وجدان الشوهاني/ أستاذة عقائد في هذه الحلقة المباركة، نطل معكم على روضة من رياض المناجاة، نستنشق عبيرها، ونتذوق حلاوتها، إنه دعاء ابي حمزة الثمالي: (وقد قَصَدْتُ إليك بِطَلْبَتِي وتَوَجَّهْتُ إليك بِحاجَتِي، وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتِي، وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلِي، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لاسْتِماعِكَ مِنِّي، وَلا اسْتِيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنِّي، بَلْ لِثِقَتِي بِكَرَمِكَ، وَسُكُونِي إِلى صِدْقِ وَعْدِكَ، وَلُجوئِي إِلَى الإيمانِ بِتَوْحِيدِكَ، وَيَقِينِي بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّي أَنْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ، وَلا إِلهَ إِلا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ). وتضمنت الحلقة عدة تساؤلات حول الدعاء ناقشناها مع الضيفة الكريمة وأوجزناها باللآتي: يَذْكُرُ الإمامُ (عليه السلام) أهمَّ وسيلةٍ تُسَبِّبُ الرحمةَ للإنسان، وهي وسيلةُ الدعاء. فهل حاجةُ الإنسانِ للدعاء نابعةٌ من كَوْنِهِ وسيلةً لاستجلابِ الرحمةِ الإلهية، أم أن هناك أبعادًا ومنافعَ أخرى للدعاءِ تفوقُ هذا الجانب؟ في هذه الفقرة من الدعاء: (وقد قَصَدْتُ إليك بِطَلْبَتِي وتَوَجَّهْتُ إليك بِحاجَتِي...). هنا البعضُ قد يتساءل: عندما يدعو الإنسانُ اللهَ تعالى ويقول: "إلهي قَصَدْتُ إليك ولم أَقْصُدْ غيرَكَ بِحاجَتِي"، فهل يكون هنا صاحبَ مِنَّةٍ؟ لأنه توجَّه إليه وحده ولم يتوجه إلى جهةٍ أخرى؟ كيف يمكن أن نجيبَ على هذه الإشكالية؟ يقول الحقُّ جلَّ وعلا: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). هنا الآيةُ صريحةٌ في أن الاستجابةَ مشروطةٌ بتقديمِ الدعاء، ولكن السؤالَ الذي يُطْرَح: هل نملكُ حقَّ الاستجابة أم لا؟ فالإمامُ (عليه السلام) يقول في هذا المقطع من الدعاء: (من غيرِ استحقاقٍ لاستماعِكَ مِنِّي)، وهذا ما يجعلنا نتساءل أيضًا: لماذا ندعو اللهَ عز وجل إن كنا غيرَ مستحقين للاستجابة؟ نحن مع الله تعالى، ما هو الحقُّ الذي لنا عليه؟ أو بعبارة أخرى: ما هو الحقُّ الذي نملكه في علاقتنا مع الله؟ وما هي اللوازمُ التي علينا الاعترافُ والإقرارُ بها عند إجابتنا على هذا السؤال؟ عد أن علمنا أن العبدَ لا يملك أيَّ حقٍّ تجاه سيده، هنا يُطْرَح سؤال: إذن لماذا ندعو؟ وكيف أجاب الإمامُ (عليه السلام) على هذا التساؤل من خلال دعائه؟