إعداد: سارة عامر تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: نور فاضل الجبوري لو أننا عزمنا على خوض غمار بحر الإمام الجواد (عليه السلام) المتلاطم الأمواج، لاحتجنا إلى ملايين الأصفار بغية تقييد نزرٍ يسير من ألوان المعارف السلوكية والإصلاحية في مضمار تربية الإنسان. وإذا كان الأمر كذلك، فنحن إذن عاجزون عن اللمح والاستخراج، ولا يكاد مقالنا هذا يصل إلى بدايات ضفاف وشواطئ هذا البحر الملكوتي. نحن على يقين تام بأن كل صورة نرسمها هي ناقصة لا محالة، وكل وصف نطلقه لا يتجاوز الصفر إلى الشمال. ولكن، ليس لنا أن نستسلم للقنوط أو يتولانا اليأس؛ لذلك لا بأس من التماس جواهره الوعظية، لما لجوهرها من علاقة بقائلها ومقامه وقربه من الله جلّ في علاه، عسى أن نتطبع بمساسها، ونتنسم شذاها، ونتزود منها الزاد الذي يديم زخم العطاء في نفوسنا. إن الحديث عن الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، الإنسان الكامل الذي واجه الحياة بالإرادة والوعظ، وتصدّى لمقام الإمامة المنصوص عليه من الله تعالى رغم صغر سنه – الذي قد يعدّه البعض حاجزًا دون تسنُّم مقاليدها – هو حديث عن القائد الذي يقود الأمة إلى ربى الفضيلة، والمعلم الذي يعلّمها معنى الحياة الخالدة.