تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: العباس (عليه السلام) رمز الوفاء الإنساني

إعداد: خديجة الموسوي تقديم: سارة الإبراهيمي المونتاج الإذاعي: خديجة الموسوي محور الحلقة: العباس (عليه السلام) رمز الوفاء الإنساني مما جاء في هذه الحلقة ما يلي: الحديث عن ميّزات شخص العباس (عليه السلام) لا ينتهي بل كلما شارف على الانتهاء انفتحت فيه آفاق عميقة الدلالة ذات أبعاد ليس لها نهاية، فهو الشجاع المقدام، وهو ذو النفس الأبيّة وهو الجواد الكريم الذي جاد بنفسه وروحه فداءً للدِّين، وهو الأخ المواسي في أصعب ملحمة شهدها التأريخ وهي ملحمة كربلاء، ملحمة الصراع بين الحق والباطل، وقد أضحت مواساته هذه مضرب المثل على امتداد الزمن، ومما زاد في أهمية تلك المواساة أنها كانت لنصرة الحق، والذبِّ عن المُثل والمبادئ التي جاءت بها رسالة السماء، وما زادها رفعة وسمّواً أنها لم تكن منبثقة من عاطفة بل من عقيدةٍ ومبدأ، لذا أبى التأريخ إلاّ أن يحملها متشرفاً بكل ما ضمّته من صدقٍ وولاء وإخلاصٍ للدِّين والمذهب الحق المتمثل بالإمام الحسين (عليه السلام)، وهذه التضحية من العباس (عليه السلام) تنمُّ عن قوة إيمانه، ذلك الإيمان الظاهر والطاغي على تركيبة شخصيته، وهذا بديهي فإنّه قد تربّى في بيت الإيمان، ونشأ على غذاء التقوى، فكان نِعمَ الزاد الذي تزوَّد به، والذي أهَّله للقيادة في الواقعة التي دارت بين الحق والباطل، والتي انتصر فيها الدم على السيف، فكانت دماء العباس (عليه السلام) ولا زالت الحبر الذي يرشد طلاب الحق لتقديم كل ما هو غالٍ ونفيس... لقد مثَّل العباس يوم الطف الإباء بجميع رحابه ومفاهيمه فقد منّاه الأمويون بإمارة الجيش، وإسناد القيادة العامة له شرط أن يترك إمامه الحسين (عليه السلام)، فهزأ منهم، وبيَّن لهم أنَّ إمارة جيشهم تحت قدميه، واندفع بشوق وإخلاصٍ إلى ميادين الحرب ليحصد رؤوس زعماء الباطل دفاعاً عن الدين والحرية والكرامة، وأيضاً من خصائصه وميزاته الصبر على محن الزمان، ونوائب الدهر، فقد ألّمت به يوم الطف من المصائب والمحن التي تذوب من هولها الجبال، لكنه لم يجزع ولم يتفوه بأي كلمة تدل على سخطه، أو بعدم رضاه وإنّما سَلَّم أمره إلى الخالق العظيم، مقتدياً بسيد الشهداء الذي لو وزن صبره بالجبال الرواسي لرجح عليها... ويستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.