تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: سمات شخصية العباس عليه السلام

8 محرم 1444
مشاركة الحلقة
image

إعداد: الآء طعمة. تقديم: زهراء فوزي. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. نتحدث في هذه الحلقة عن شخصية أبي الفضل العبّاس بن علي ابن أبي طالب (عليهما السلام)، وهي الشخصية المحورية الثانية في واقعة الطف بعد شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وباستقراء كلمات أبي الفضل العبّاس عليه السلام في أراجيزه ووصفه في زياراته، يتبيّن أنّ سمات شخصية أبي الفضل (عليه السلام) هي السمات الآتية: (فريدة، مكتسبة، وراثية، دينامية، قدرة)، ولكلّ سمة هذه السمات مصداقها الذي يتجلّى من خلال تحليل كلمات أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وهي: *شخصية دينامية هادفة: كان لها استجابات في مواقف عدّة، حتّمت عليه اتخاذ إجراء آني لا يتحمّل التأخير، إلّا أنّ ذلك الإجراء أو السلوك كان يصبّ في مجال تحقيق أهدافه الأساسية وهي: حماية الدين، ونصرة الإمام الحسين (عليه السلام) وتحقيق أهدافه الفرعية كسقاية العيال أو دفع الأذى عنهم كما في قوله: أقسمت بالله الأعزّ الأعظم.... وبالحجون صادقاً وزمزم وبالحطيم والفنا المحــرّم.... ليُخضَبن اليوم جسمي بدمي دون الحسين ذي الفخار الأقدم.... إمام أهل الفضل والتكرُّم *شخصية قادرة مريدة: سمة القدرة ترتبط بشكل كبير بمدى استعداد الفرد وقدرته على تحقيق أهدافه، وهذه السمة بينتها مضامين الزيارة لأبا الفضل العباس والمروية عن الإمام الصادق (عليهما السلام) بقوله: "أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنعم الأخ المواسي". كما إن ابو الفضل العباس (عليه السلام) اتسم بالمواساة حيث ارتجز وقال: يا نفس من بعد الحسين هُوني.... وبعده لا كنت أن تكوني هذا حسين واردُ المنون..... وتشربين بارد المعين تالله ما هذا فعال ديني...... ولا فعال صادق اليقين وهنا ربط العبّاس سلوكه هذا بالمنظومة القيمية التي يؤمن بها وينتمي إليها، فلا مجال أن يُشكِل أحدهم بأنّه سلوك أدّى به إلى التهلكة، أو أنّه آذى نفسه بالعطش، وهو القادر على دفعه بعد أن وصل إلى الماء، فسمة المواساة ضمن المنظومة القيمية في الإسلام تُترجم حجم الترابط والتآزر بين الأفراد، بمعنى أنّ ذلك السلوك لم يكن ميلاً عاطفياً، أو انفعالاً وانحيازاً نسبياً بحكم رابطة الإخوّة النسبية بين أبي "تالله، ما هذا فعال ديني".: الفضل والإمام الحسين (عليهما السلام)، بل الأمر متعلّق بالدين، فهو (عليه السلام) رفع ذلك التبادر بقوله: "تالله، ما هذا فعال ديني".