تفاصيل الحلقة
الحلقة الرابعة: حول الارجوزة ودلالتها

إعداد: الآء طعمة. تقديم: زهراء فوزي. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. في هذه الحلقة نتحدث عن الأرجوزة ودلالاتها، حيث حفلت أيام العرب ووقائعهم بالكثير من الرجز، فلا تكاد واقعة أو معركة من معاركهم في الجاهلية والإسلام تخلو من ظاهرة الرجز، ويبدو أنّ الهدف الرئيس من الرجز علاوة على شدّ العزائم ورفع الهمم هو: التعريف بالنفس مقابل العدو، أي: إنّ الفارس يُعرّف نفسه، وقد يُضمّن رجزه بعض صفاته من الشجاعة والإقدام؛ ليكون أحد العوامل النفسية في هزيمة العدو، لا سيّما إذا كان الفارس معروفاً بالنجدة والشجاعة ومقارعة الأبطال وخوض الأهوال ولم تكن واقعة كربلاء بدعاً من الوقائع والحروب، فهي كغيرها حفلت بالكثير من الأبطال الذين ارتجزوا أمام العدوّ الأُموي؛ ليضيفوا إليها ـ مع ما فيها من قيم وروائع ونُبل وتضحيات وفداء ـ نكهةً تُخبر عمّا في ضمائرهم وسرائرهم، وتكشف عن بصائرهم. ويقال: إنّ الأُرجوزة في الأصل نثر مسجوع، فترقّى فصار أُرجوزة، ثمّ ولدت بحور الشعر من رحمها، فهي أقدم البحور، ومن متابعة النصوص يبدو أنّ أوّل مَن استعمل هذه الكلمة في المعنى الاصطلاحي هو الأغلب العجلي فقال: أرجزاً تريد أم قصيدا.... لقد طلبت هيّنًا موجودا ويرى بعض الناقدين أنّ الرجز ليس من الشعر، ووصفه من السفاسف، فقال: «وإنّ الرجز لمن سفساف القريض». وهو قليل الورود في شعر الشعراء الجاهليين، فقلّما استعمل نوابغ الشعراء في زمان الجاهلية الرجز، كأنّه ليس أهلاً لمنزلتهم» وقد يُستدلّ على كون الرجز ليس من الشعر بالإضافة إلى ما تقدّم، بدليلين: الدليل الأوّل: أنّه جرى على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: أنا النبيّ لا كَذِب.... أنا ابنُ عبدِ المطّلب وقد قال الله تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ)، فكيف يكون شعراً وقد نفاه الله عنه؟! فلكي يصحّ قوله من طرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا بدّ أن لا يكون شعراً وكسائر البحور استخدم الشعراء بحر الرجز في مختلف الأغراض: كالرثاء، والهجاء، والحرب، والسياسة، والتعليم، والطبيعة.. دأب العلماء المتضلّعون في الأدب على صبّ أغلب علومهم في قوالب من الرجز؛ والهدف الرئيس من وراء ذلك، هو أن يسهل على الطالب حفظ الشعر، فإذا حفظه حفظ المادّة العلمية التي يتضمّنها. لدينا مثلًا: أُرجوزة ابن مالك، وهي منظومة في العلوم العربية، تتكوّن من ألفين وبيتين اثنين من الشعر، يقول في أوائلها: قال محمد هو ابن مالكِ... أحمد ربّي الله خير مالك مُصلياً على النبيّ المصطفى... وآله المستكملين الشرفا
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.