تفاصيل الحلقة
الحلقة الأولى: موقف علي الأكبر (عليه السلام) في يوم عاشوراء

إعداد: هدى علي تقديم: فاطمة صاحب المونتاج الإذاعي: علا نعمة تتحدث الحلقة عن موقف علي الأكبر (عليه السلام) في يوم عاشوراء حيث كان شابًا يافعًا في أول ريعان الشباب وانفتاحه على الدنيا، ممتلئ بالحيوية والنشاط، ويمتلك القدرة الكافية للانخراط في الحياة الدنيوية بكل تفاصيلها، لكن من موقع كونه مؤمنًا بالله سبحانه وتعالى، وملتزماً بأحكام الشريعة التي ملأت قلبه وعقله، فجعلته شابًا سويًا مستقيمًا في سيرته وسلوكه، وتربى في حجر الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنهل من علوم آل محمد ما كان عونًا له على معرفة الصراط المستقيم في هذه الدنيا، فلم يعش الشباب لذةً وشهوةً ولهثًا وراء المغريات، وإنما عاشه التزامًا ووعيًا وانفتاحًا على الله وعلى الحياة فصار بذلك قدوةً ونموذجًا للشباب المسلم المؤمن الرسالي الذي يعتبر أن الحياة هبةً ونعمة إلهية على الإنسان أن يتعامل معها من موقع المسؤولية والأمانة التي ائتمنه الله عليها، ولهذا لم يكن شبابه ولم تكن فتوّته وعنفوانه مانعًا عنده من الالتحاق بركب أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) في طريقه لإصلاح الأمة الإسلامية وإنقاذها من الأخطار الكبيرة المحدّقة بها نتيجة الحكم الظالم الجائر المتسلط الذي كان بنو أمية يتسلّطون به على الأمة المقهورة المظلومة وقد سار في ركب الجهاد لا بسبب أنه ابن الحسين (عليه السلام) وإنما بصفته ثائرًا يريد أن يجاهد في سبيل الله من أجل تحرير أمثاله من الشباب الذين لم يدركوا أبعاد المؤامرة الأموية ضد الإسلام كدين وضد المسلمين كأمة، فبتلك الروحية الإيمانية الصلبة، وبذاك الوعي الرسالي المنفتح، انطلق إلى ميدان القتال مجندلًا الأبطال إلى أن سقط شهيدًا وكُتِبَ اسمه في ديوان الخالدين كرمز من الرموز الإلهية الكبيرة التي كلما مرَّ الزمان عليها كلما زادها تألُّقًا ووهجًا نورانيًا يهتدي به السائرون في خط الجهاد، لأنه صار من موقع فتوته وعنفوان شبابه الحجة البالغة لله سبحانه وتعالى على كل الشباب من أمثاله الذين لا يرقون إلى مقامه العالي حسبًا ونسبًا وعلمًا ووعيًا وإدراكًا ويقينًا.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.