تفاصيل الحلقة
الحلقة الثامنة: موقف أهل البيت (عليهم السلام) ليلة الحادي عشر

إعداد: هدى علي تقديم: فاطمة صاحب المونتاج الإذاعي: علا نعمة في هذه الحلقة ذكرنا قول صاحب كتاب "مقتل الحسين عليه السلام :"يا لها من ليلة مرَّت على بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن، فلقد كنَّ بالأمس في سرادق العظمة وأخبية الجلالة تشعّ نهارها بشمس النبوة ويضيء ليلها بكواكب الخلافة ومصابيح أنوار القداسة، وبقين في هذه الليلة في حلك دامس من فَقد تلك الأنوار الساطعة بين رحل منتهب وخباء محترق وفرق سائد وحماة صرعى ولا محامٍ لهنَّ ولا كفيل لا يدرين من يدفع عنهنَّ إذا داهمهنَّ داهم ومن الذي يرد عادية المرجفين ومن يسكن فورة الفاقدات ويخفف من وجدهنَّ نعم كان بينهن صراخ الصبية وأنين الفتيات ونشيج الوالهات، فأم طفل فطمته السهام، وشقيق مستشهد وفاقدة ولد وباكية على حميم، وإلى جنبهنَّ أشلاء مبضعة وأعضاء مقطَّعة ونحور دامية وهنَّ في فلاة من الأرض جرداء...وعلى مطلع الأكمة جحفل الغدر تهزهم نشوة الفتح وطيش الظفر ولؤم الغلبة وعلى هذا كله لا يدرين بماذا يندلع لسان الصباح، وبماذا ترتفع عقيرة المنادي، أبالقتل أم بالأسر ولا من يدفع عنهنَّ غير الإمام العليل (عليه السلام) الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع ضراً وهو على خطر من القتل". هذه هي الحالة التي كان عليها البقية من أهل البيت (عليهم السلام) في تلك الليلة، لكن من موقع التسليم بقضاء الله عزَّ وجلَّ والرضا بحكمه تعالى الذي أجراه على عباده، لقد كان موقفهم ومن موقع الهزيمة والانكسار أمام جحافل الأمويين في القمة من الصبر والثبات فلم يضعفهم كل ذلك أو يأخذ من عزمهم على البقاء في طريق الحق والصدق والوفاء لله ودينه.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.