تفاصيل الحلقة

الحلقة السادسة: موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عاشوراء

1443
مشاركة الحلقة
image

إعداد: هدى علي تقديم: فاطمة صاحب المونتاج الإذاعي: علا نعمة تتحدث الحلقة عن موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، حيث عاش الامام السجاد (عليه السلام) حياته كلها على أنها كربلاء، كانت معه في حِلّه وترحاله، كانت تمتزج مع طعامه وشرابه، وكانت جزءاً لا يتجزأ من علاقته بالناس، لأنه كان يرى أن كربلاء ليست قضية الحسين (عليه السلام) كأب له فقط أو كشخصٍ عزيزٍ عليه، وإنما كان يراها على أنها قضية الإسلام كله وقضيّة الرسالة الإلهية كلها، ولهذا لم تنتهِ كربلاء عنده بانتهاء المعركة، بل إنها بدأت منذ تلك اللحظة التي سقط فيها الحسين (عليه السلام) شهيداً مضرجاً بدمه على رمال الصحراء اللاهبة، فصحيح أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد سقط شهيداً، إلاَّ أن ذلك أوجب مسؤولية كبيرة جداً، وهي إيصال صوت الإمام (عليه السلام) إلى الأمة الإسلامية كلها لتعلم أسباب الاستشهاد وظروفه لتستفيق بذلك على حقيقة المؤامرة التي تُحاك ضد الإسلام والأمة معاً، وهكذا شاءت القدرة الإلهية أن يكون الإمام السجاد (عليه السلام) مريضاً يوم المعركة، مع أن الروح المحمدية العلوية الحسينية لم تكن تسمح له بالنظر إلى مصارع أولئك الأصحاب والأهل، فتحامل على مرضه واستقوى عليه متكئاً على عصا يريد الخروج إلى الميدان بعد أن خلت الساحة من الناصر والمعين، إلاَّ أن سيد الشهداء (عليه السلام) عندما رأى منه ذلك أمر النساء من أهل بيته بإعادته إلى فراشه فهناك واجب آخر ثقيل لا يقدر على حمله غيره في مرحلة ما بعد الحسين (عليه السلام) فالقضية ليست قضية إرادة استشهاد بل هي أكبر من ذلك، ودم الحسين (عليه السلام) مع من سقطوا معه شهداء كفيلٌ بالنهوض بالأمة إذا وصل صوت كربلاء الرافض للظلم إلى الأسماع، وهناك خط الإمامة الذي لا ينبغي أن تخلو منه أرض الله سبحانه وتعالى لأنه الضمانة لاستمرار الحياة البشرية وهذا الخط وإن كان مكفول البقاء بعد كربلاء بالإمام الباقر عليه السلام الذي كان طفلاً صغيراً إلاَّ أن هذا كان يعني أن يتأخر إسماع الصوت الحسيني الثائر الشهيد حتى يصل الإمام الباقر (عليه السلام) إلى السن التي يتمكَّن فيها من القيام بمسؤوليات الإمامة ومقتضياتها، وفي هذا على احتمال كبير ضياع دم الحسين ‏(عليه السلام) ونسيان كربلاء من عقول وقلوب أبناء الأمة مما يعطي الفرصة لبني أمية أن يوجّهوا الضربة القاضية للإسلام ساعتئذٍ، ولهذا كان مرض الإمام السجاد (عليه السلام) طريقاً لعدم استشهاده وليقوم بمهمة تبليغ الرسالة الحسينية.