تفاصيل الحلقة
الحلقة التاسعة: آفة المجتمع إطلاق العنان اللسان

إعداد وتقديم: وفاء عمر عاشور المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري دار محور هذه الحلقة حول (افة المجتمع إطلاق العنان اللسان) تضمنت هذه الحلقة رحيق آخر من عطور كلام يعسوب الدين وإمام الغر المحجلين، إذ قال (عليه السلام): ((اللسان سبع إذا خلي عنه عقر)) ان اللسان مخلوق صغير يعد من أعظم النعم التي تتجلى فيها قدرة الله وحكمته وإبداعه فهو خير وسيلة للتعبير بلغات متعددة والتي تزيد عن ألف لغة موجودة وعلى الرغم من تباينها واختلافها وتباعد مستخدميها من قارة الى أخرى فإن جميعها تتوحد بوسيلة واحدة هي اللسان ولقد عبر الله عز وجل عن ذلك بقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾، كما انه أداة للفكر في جميع أرجاء العالم وهو وصلة التحادث والنقاش في الجامعات والمدارس والمعاهد كما انه من اهم الأدوات الاجتماعية التي تعبر عن متطلباتنا واحتياجاتنا وبه نفهم أمور ديننا ودنيانا وبه نستطيع التفاهم والتجانس مع الآخرين وغيرها من الفوائد الجمة التي لا حدود لها. لكن هذا اللسان الذي يعتبر آلة مهمة ومفيدة وضرورية هو كذلك يشكل خطراً على الانسان إذا جُعل له مطلق العنان في التحدثِ دون مراعاة او احتراس من توابع الكلام ولم يرعى سياسته مع الاحداث التي يتعاطى معها هنا يصبح سببا في ألحاق الضرر بصاحبه وحدوث الكوارث والحروب على صعيد الدول ناهيك عن الأشخاص. وأن وصف الامام (عليه السلام) كان دقيقا للسان عندما مثله بأنه (سبع) فقد اعطاه تشبيها دقيقا ووصفه بمن يماثله في الصفات العدوانية والخصائص الذاتية وهو المفترس الذي تتغلب عليه النفس السبعية التي تحركه وتحثه شديدا نحو الانتقام والافتراس واقتناص الفريسة، واللسان له من هذه الصفات حيث انه يظل ملحا على صاحبه حتى يخرجه عن شعوره ويتكلم بأفكار وأراء ليس من باب الحكمة التكلم بها والتعبير عنها لأنها تكون في أغلب الأحيان ناتجة عن ردة غضب او موقف من مواقف الحزن او نتيجة للاندفاع في مسألة ما دون ترتيب الأوليات. واذا ما حاول المرء ردع نفسه وعدم التحكم باتزانه العصبي سيتحول الى انسان بذيء اللسان ولا يجد حرج من ألفاظه وكلماته النابية وبذلك يكتسب عداوة من يتعامل معهم او يخلق هو نتيجة افعاله واقواله حالة من النفاق والازدواجيّة اذ هناك اشخاص يكرهون تصرفاته لكن يتعاطون معه اتقاء لشره ولقد عبر عنهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)إذ قال مخاطباً امير المؤمنين: "يا عليّ، شرّ الناس من أكرمه الناس اتّقاء فحشه" إن النزاع باللسان من أسلحة الشيطان التي يوغر بها صدور الخلائق فيتفرقون بعد اتحاد ويختلفون بعد اتفاق، ويترتب على هذا أن كثيرًا من الناس يسب إخوانه وخصومه بألفاظ مذمومة مما يوغر الصدور وينمى العداوة والبغضاء فهذا الصحابي معاذ بن جبل يسأل رسول الله متعجبًا: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "----، وهل يكبّ الناسَ على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم"
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.