تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: مجلس حال بنات الرسالة ورض الجسد الشريف

1437
مشاركة الحلقة
image

إعــداد: علا محمد تقــديم: ليلى عبد الهادى المونتاج: مريم المعمار توقفنا في هذه الحلقة عند مجلس حال بنات الرسالة ورض الجسد الشريف. أَرُوحُكَ أَمْ رُوحُ النُّبُوَّةِ تَصْعَدُ مِنَ الأَرْضِ لِلفِرْدَوْسِ والحُورُ سُجَّدُ؟ وَرَأسُكَ أَمْ رَأسُ الرَّسُولِ عَلَى القَنَا بِآيَةِ أَهْلِ الكَهْفِ رَاحَ يُرَدِّدُ؟ وَصَدْرُكَ أَمْ مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ وَالحِجَى لِتَحْطِيْمِهِ جَيْشٌ مِنَ الغَدْرِ يَعْمَدُ؟ بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) نادى عمر بن سعد بنداءين يحرقان القلوب: النداء الأوّل: أحرقوا خيام الظالمين!! ففرَّتْ بنات رسول الله في البيداء بلا حامٍ ولا معين وهنَّ يصحن: وا محمّداه !واعليّاه!. يقول حميد بن مسلم: لمّا أحرقوا الخيام على بنات رسول الله فررن في البيداء, وبينما أنا أنظر إلى الخيام الملتهبة رأيت امرأة جليلة واقفة بباب الخيمة, وأحياناً تدخل في داخل الخيمة الملتهبة وتخرج, فأسرعت إليها وقلت: يا هذه ما وقوفك ههنا والنّار تشتعل من جوانبك وهؤلاء النسوة قد فررن وتفرّقن؟ ولمَ لم تلحقي بهنّ؟ وما شأنك؟ فبكت وقالت: يا شيخ إنّ لنا عليلاً في الخيمة وهو لا يتمكّن من الجلوس والنهوض, فكيف أفارقه وقد أحاطت النّار به؟! ويقول حميد بن مسلم أيضاً: ورأيت طفلة من أطفال الحسين عليه السلام قد فرّت في البيداء والنّار تلتهب في أذيالها وهي فزعة مرعوبة فاقتربتُ منها وقلت: بنيّة النّار كادت أن تلتهمك, فالتفتت إليَّ وهي تظنّ بأنّي من معسكر ابن سعد وقالت: يا شيخ أنت لنا أم علينا؟ قلت: سيّدتي أنا لا لكم لا عليكم. قالت: يا شيخ هل قرأت القرآن؟ قلت: بلى, قالت: هل قرأت هذه الآية: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾, قلت: بلى, قالت: يا شيخ أنا يتيمة الحسين عليه السلام, قلت: بنيّة إلى أين ذاهبة؟ قالت: ذكرت لي عمّتي زينب أنّ لنا قبراً في النجف وهو قبر جدّي أمير المؤمنين أريد أن أمضي وألوذ به. قلت: بنيّة إنّ بينك وبين النجف مسافة, قالت: إذاً يا شيخ دلّني على جسد والدي (الحسين عليه السلام).. يقول: أخذت بيدها إلى جسد أبيها, لمّا رأته جثّة بلا رأس رمت بنفسها عليه, واعتنقته وهي تقول: أبه يا حسين! من الذي قطع الرأس الشريف؟ من الذي خضّب الشيب العفيف؟ من الذي أيتمني على صغر سنّي؟ والنداء الثاني: حينما نادى اللعين: ألا من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره! فانتدب عشرة أفراس وداسوا بحوافر خيولهم صدر الحسين وظهره.. لمّا خمدت النيران افتقدت زينب عليها السلام طفلين من الأطفال فجعلت تدور في المعركة وتبحث عنهما إلى أن وجدتهما وقد جعلا صدرَيْهما على الرمل, ولمّا حرّكتهما وإذا بهما ماتا من شدّة العطش.. فجعل العسكر يوبّخ ابن سعد فأمر السقّائين أن يحملوا القرب ويعرضوا على الأطفال الماء, فجاء السَّقَّاؤون بالماء إلى الأطفال وهم ينادون: هلمّوا اشربوا الماء, لكنّ هؤلاء الأطفال لمّا رأوا الماء وقد أبيح لهم تصارخوا وأخذوا ينادون: نحن لا نشرب الماء وسيّدنا الحسين قتل عطشانَ. ولمّا أمسى الليل وجاءت ليلة الحادي عشر من المحرّم, قامت الحوراء زينب عليها السلام بجمع العيال والأطفال في مكان واحد, أخذ الأطفال ينظر بعضهم إلى بعض, هذه تنادي: عمّه أين أبي؟ وذاك ينادي: أين عمّي؟ وآخر ينادي: عمّه أين أخي؟ وجاء أحد الأشخاص من معسكر ابن سعد ودنا من المخيّم, قالت: يا هذا ماذا تريد؟ قال: لقد أرسلني ابن سعد لحراستكم, قالت: أَوَ بعدَ عين أبي عبد الله وأبي الفضل أنت تحرسنا؟! وفي هذه الليلة افتقدت الحوراء زينب عليها السلام الرباب زوجة الإمام الحسين عليه السلام, فأخذت تبحث عنها بين النساء فلم تجدها, فنزلت إلى ساحة المعركة, (رباب أين أنت؟) لعلّها تجدها عند جسد الحسين عليه السلام, فلمّا صارت قريبة من الجسد سمعت أنيناً وحنيناً, فعرفت زينب أنّها الرباب, قالت: رباب! ما الذي جاء بك إلى هنا؟! قالت: يا بنت رسول الله, إنّه لمّا أباح لنا القوم الماء درَّ اللبن في صدري فجئت لأرضع ولدي عبد الله . وفي اخر كلامنا نقول السلام على عبد الله الرضيع المرمي الصريع المتشحط دما المصعد بدمه الى السماء المذبوح في حجر أبيه لعن الله قاتليه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .